قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن ضربات جوية روسية مكثفة أجبرت تنظيم داعش على الانسحاب إلى مشارف تدمر أمس الأحد، بعد يوم من اقتحامهم المدينة القديمة الواقعة في شرق سوريا. وأضاف المرصد إن المتشددين يقاتلون الآن في بساتين على أطراف المدينة، التي سيطروا عليها السبت. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 10 آلاف مدني نزحوا فجر الأحد، من مناطق سيطرة المعارضة في أحياء الانصاري والزبدية وبستان القصر ومناطق أخرى شرق المدينة، نحو مناطق سيطرت عليها قوات وميليشيات النظام بالأحياء الشرقية، ومناطق سيطرة النظام بالقسم الغربي منها. هذا الاستمرار في عملية النزوح رفع من أعداد المدنيين النازحين، ليبلغ أكثر من 120 ألف نسمة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «فرّ اكثر من عشرة آلاف مدني منذ منتصف الليل من الاحياء التي لا تزال واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة جنوب شرق حلب باتجاه احياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام نتيجة المعارك المستمرة والقصف العنيف». ونقل احد السكان في الاحياء الجنوبيةالشرقية لوكالة فرانس برس مشاهدته بعد منتصف الليل لحشود من السكان يفرون باتجاه الاحياء الغربية. وكانت الاممالمتحدة قد اعربت عن قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب الى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة. في تلك الأثناء، تتواصل عمليات نزوح آلاف المواطنين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، مع استمرار العمليات العسكرية لقوات وميليشيات النظام داخل القسم الشرقي المتبقي من المدينة، تحت سيطرة الفصائل، وتجدد محاولات النظام فصل المزيد من المناطق والأحياء والحارات داخل أحياء المدينةالشرقية، في محاولة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل، تمهيداً لاستعادة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المدينة وما تبقى منها، الذي يترافق مع تصاعد وتيرة القصف على الأحياء التي اكتظت بعشرات آلاف النازحين، لتوقع الضربات الجوية والمدفعية والصاروخية مزيداً من الجرحى والشهداء بين المدنيين. وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا السبت: نتابع بقلق المراحل الاخيرة لما سيعرف في التاريخ ب«معركة حلب»، مؤكدا ان «الاولوية اجلاء المدنيين». وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد دعا روسيا إلى إظهار «القليل من حسن النوايا». وقالت ألمانيا: إن داعمي المعارضة يسعون إلى حل سياسي، لكن لم يحصل اتفاق في باريس بشأن التوصل لهدنة. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية السبت: إن أكثر من 20 ألف مدني غادروا شرق حلب، وإن أكثر من 1200 من مقاتلي المعارضة السورية ألقوا أسلحتهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المئات من المدنيين تركوا مناطقهم لكن المقاتلين لم يستسلموا. وتعهد مسؤولون بالمعارضة بعدم المغادرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه بعد مغادرة المدنيين ستواصل مع النظام «تحرير» شرق حلب. وكان جيش الأسد قد أرسل تعزيزات إلى مدينة تدمر، التي تبعد أكثر من 200 كيلو متر وذلك لصد هجوم داعش، التي تقدم مقاتلوها إلى مشارف المدينة. وقال قائد بالمعارضة المتمركزة في ريف حلب إن هجوم التنظيم أرغم النظام على إرسال قوات كان من المقرر أن تذهب إلى حلب، حيث يوشك جيش الأسد وميليشياته على استعادة المدينة من مقاتلي المعارضة. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر السبت إن الولاياتالمتحدة سترسل 200 جندي إضافي إلى سوريا للمساعدة في الحملة على تنظيم داعش وممارسة ضغط عنيف على التنظيم لإخراجه من الرقة معقله.