تتأثر الحالة النفسية للإنسان مع تغير الفصول فلكل فصل من فصول السنة خصوصيته وطقوسه ولكن يظل فصل الشتاء الأقرب لقلوب الشعراء والأكثر تأثيرا على مشاعرهم ونفسياتهم ويعتبر الشتاء بأجوائه الرائعة خير ملهم وخير محفز للشاعرية التي تحث على دفء المشاعر وتحذر من صقيع الشعور الذي لا تنفع معه التدفئة الحسية اذا فقدت المعنوية وكان ولا يزال الشعراء يترنمون ويتفكهون بأبيات شعر عن صقيع الجفاء ودفء الشعور على حسب حالته العاطفية ولأي الفريقين ينتمي فالفاقد للوصل وللحب لا يجد عوضا عن هذا الدفء العاطفي ويختلف الشعراء بين مرحب بالبرد وأجوائه وبين من يصيبه البرد بالاكتئاب والشعور بالوحشة مثلما كان الشعور هنا بالفقد يقول سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن: والله الجفا برد... وقل الوفاء برد والموعد المهجور...ما ينبت الورد وتقول الشاعرة نورة السبيعي: تهيض المشاعر واحتضن قلبي المسروق وأحس بحنيني بان في رعشة ايديه وتقول الشاعرة عزيزة آل ثامر مستبشرة بالمطر: شاقني البرّاق لااجتاح الغداري واستهلّ وهلّت مزونه مطرها يامساء الشوق في وجه الصحاري يامساء السيل ليا عانق نحرها وتتباين المشاعر وتتفاوت من شاعر لآخر ما بين مرحب بالبرد لعشقه لأجوائه الجميلة ما بين شبه الضو وهطول المطر والخروج الى البر والصحراء الملهم الأول للشعراء عبر التاريخ وكذلك النفود والرمال وأطلال الأحبة الدارسة وتراكم الغيم ووجه الشبه بين تساقط المطر وتساقط الدموع: يهل الغيم هتانة وجاوبته بدمعاتي بكى فطره وأنا دمعي على فرقاي خلاني خاتمة: الجو بارد والسحايب مراديف وصوت الرياح العاتيات المدوي يهز وجدانٍ سكن عالي النيف وتنهار قمة شامخ من علوي شواهق نجد