طريق طويل، وزمن قصير: رحلة نمضي فيها مع استحالة العودة، قد تكون غناء مزهرة وقد تكون جرداء مقفرة «حياتنا». منذ أن خلقنا الله جل في علاه وبدأنا ندبُ على وجه البسيطة ونحن نبحث عنها ونتلمس طريقها بداية من حواسنا مع غياب تفكيرنا، إلى أن تشكلت قناعاتنا مع تطور أفكارنا وتفاوت تفاعلاتنا على المستوى الشخصي والاجتماعي. هي نبتة زرعت وسط كينونتنا تغذيها الروح وتنميها تفاعلاتنا مع المؤثرات الخارجية وتعاطينا معها بشكل إيجابي، تثمر راحة بال وطمأنينة قلب ونشوة نصر وزهو منجز إنها «السعادة» يا سادة. هدف نضعه نصب أعيننا قد نشقى في سبيله دون أن نبلغه، وقد نستمتع به في طريقنا وعلى جنباته الى حين بلوغه. قريب، لوفرة المسببات، بعيد، عندما نقتصره على هدف أوحد يقبع نهاية الطريق، قد يسمو الهدف ليفتح لنا آفاقا من السعادة، لنتفق أن لا قاعدة ثابتة تقودنا إلى السعادة، وإنما وهج جوهر ورقي فكر وتفاعل جوارح، تُترجم تعاطيا إيجابيا لكل ما يحيط بنا من عناصر وأدوات، رُب جهد مضن ولد سعادة غامرة وقاد انطلاقة لصناعة تأثير إيجابي رحُبت مساحته ومرُن إطاره، ورب وسيلة اختصرت مسافة بهرجة سعادة في مساحة وإطار لم يبلغ خطوة قدم، خلفت ألما وحزنا كبيرا لمن هم حولنا. جميل ألا تكون حياتنا وفق نمط معين، أوقاتا نحتاج الى روح الصغار المتحررة وقد نلجأ حينا لبعض الأمور بعيدا عن القناعات بهدف لفت الانتباه واسترعاء الاهتمام لإيصال رسالة معينة. العديد من القيود التي نفرضها اجتهادا تكبلنا عن كثير من مكامن السعادة. عباداتنا أكبر مصدر للسعادة شريطة إخلاص النية وحضور القلب. الكثير من الأمور التي ننتهجها «الابتسامة- إلقاء التحية- العطاء- التعاطي الإيجابي مع المشكلات» تحتاج الى نية صالحة، لتكون مصدرا كبيرا للطاقة الإيجابية المولدة للسعادة. جميلة تلك السعادة التي نتشاركها مع الآخرين والأجمل عندما نكون مصدرا لسعادة الآخرين لأن تلك السعادة حتما ستنعكس على حالنا لا محالة. لا مصدر ولا أثر لسعادة تكون على أنقاض البسطاء والأبرياء.