جهود ماضية على قدر التحديات، وجهود حالية من خادم الحرمين وولي العهد وولي ولي العهد- حفظهم الله-، أيضا على قدر التحديات، فإذا تحدثنا عن رؤية ظلت على مدار حقبة من الزمان بعيدة عن الضوء، لقد عكف ولي ولي العهد أياما وأشهرا داخل مكتبه الخاص، ليعطي الاقتصاد السعودي طريق العودة للحياة؛ ليخرج هذا الاقتصاد من تابوت وضع فيه باعتماده على النفط كمصدر أساسي في معدل الدخل العام لميزانية المملكة. ليتحدى هذا الأمير الذي سبق عصره كل من سبقوه في رؤية 2030 كتحد وانقاذ (للوطن- وللمواطنين- وللمجتمع) في ظل الحقيقة الغائبة عن المواطنين والإعلاميين بأن النفط مصدر من مصادر الطاقة غير المتجددة، وسوف يجيء الوقت الصعب لنضوب هذا المصدر، ويكون التحدي أعظم من الآن وسيكون الوطن والمواطنون في صدمة الرفاهية والضرورة الحتمية للترشيد. وهذا الأمر مرت به أعظم دول العالم وتأثر الفرد والمجتمع بأثره. إن ما وضعه ولي ولي العهد من تغيرات اقتصادية وحياتية هدفها الأول إدراك سلوك الترشيد للمواطن كسلوك حياتي يومي في كل الحياة، وأن الترشيد هو الضرورة الحتمية الآن لكل مواطن؛ ليحجز له مكانا ودورا إيجابيا من خلال التعايش النفسي والاجتماعي والاقتصادي على أبعاد الرؤية؛ لنحقق أهدافها في أقصر وقت وبأقل آثار، وما أقصده من التعايش إنشاء قنوات مسموعة ومرئية وبرامج متخصصة لتؤهل الشباب للرؤية؛ لأنهم هم من سيحصدون ثمار هذه الرؤية، وهم دعائمها وما نزرعه اليوم سوف نحصده غدا. وهنا نسأل أنفسنا هل قدمنا للشباب من برامج عامة وملتقيات فكرية توضح فكرة الرؤية التي ما زال البعض لا يدري عنها الكثير في مراحل تعليمية معينة؟ وهنا لا بد أن نسأل أنفسنا عن دور التعليم في رؤية 2030 ابتداء من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية.. وأنا أرى هذا الدور حتى الآن غائبا، فلا بد من صياغة مناهج تعليمية ودروس عن الرؤية تطور بها المناهج التعليمية حتى نستطيع أن نبني أفكار أطفالنا وابنائنا وشبابنا في رؤية المستقبل رؤية الطموح لكل مواطن، الذي هو أحد أهدافها مثلما نجحت الدول المتقدمة مثل اليابان أن تعايش شعبها مع الأزمات مثل الزلازل المدمرة ولم تقف مسيرة الشعب الياباني عن التقدم بفعل هذا التعايش. فلا بد لنا جميعا في هذا الوطن أن نعايش رؤية (2030) ونعرف مضمونها؛ لأننا نحن أصحاب الحق في المستقبل، وأن تتحرك كل مؤسسات الوطن لتهيئة شباب الوطن لها، فلقد قال الإمام علي- رضي الله عنه- «ربوا شبابكم لغير جيلكم فقد خلقوا لغير عصركم».. وفق الله كل محب لهذا الوطن.