نعم، عامنا القادم سيكون أشد وطأة على المشككين والمحرضين وعلى كل من يتمنى لنا الفشل، عامنا القادم سيكون أكثر إنجازا لما يحقق التحول المزمع الوصول له 2020، وهذا لا شك يأتي على قلوب أعدائنا كالصخرة الهاوية. عامنا هذا على وشك الانقضاء، واقتصادنا تعاد هيكلته بما يفك من اعتماده على المعونات الحكومية، وأمننا وحدودنا محفوظة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، والداخل السعودي آمن ومطمئن يسوده الاحترام والوئام، والخارج كله شرقا وغربا يشهد لنا بإنجاز خطوات مهمة ذات تأثير ايجابي عميق على اقتصادنا على المديين المتوسط والطويل. في عامنا هذا كانت مستويات ربحية المصارف عالية، وكانت ملاءة رأس مال القطاع تتجاوز ضعف المستوى الدولي، وكانت السيولة ممتازة، بل وشهد عدد من المصارف توزيع أرباح نصف سنوية، وبالمثل شهد قطاع الكهرباء اصلاحا هيكليا انعكس على ربحية القطاع وملاءته المالية، أما القطاعات التي تأثرت سلبا بالرفع الجزئي للمعونات فتعمل على تحسين كفاءتها التشغيلية بما يضمن لها القدرة على المنافسة وبدون دعم حكومي. العام القادم لن يختلف، بل سيكون الإصلاح أكثر سلاسة لما شاهده أبناء بلادنا من ايجابيات انعكست على الوفرة التي قرئت في احتياطات الدولة، والتقليص الملاحظ في الهدر. عامنا القادم سيشهد رفع التصنيف الائتماني للدولة لما كان عليه قبل التخفيض، خصوصا وان هناك حزمة أخرى من الإصلاحات متوقع لها أن تشاهد النور في العام القادم، وخصوصا في مجال خصخصة عدد لا بأس به من القطاعات العامة لتحويلها للربحية ولزيادة مستوى خدماتها المقدمة ولرفع مشاركة القطاع الخاص في التنمية بشمولية أكثر. كما وسيشهد العام القادم مزيدا من الإجراءات التي من شأنها وقف الهدر والحد من الفساد، سواء كان الفساد يأخذ شكل تقاعس أو فسادا ماليا أو غيره من صور الفساد. عامنا القادم سيشهد مزيدا من التقهقر الإيراني في المنطقة، وسيشهد حربا ضارية على قوى الإرهاب التي تعصف بكل أخضر ويابس في العالم والتي تحاول ان تسيء وتصيب وتستهدف الإسلام في الصميم، وبلادنا كعادتها ستحقق انتصارا تلو الانتصار على الارهاب ومن يحيكه ومن يموله ومن يدعمه ومن يقف خلفه. فلن يهدأ لنا جفن حتى يقطع شر الارهاب من أساس منشأه. عامنا هذا كان ثقيلا على نفوس البعض ممن يراهن على فشلنا في تحقيق التقدم، وكتابة المستقبل، ونصرة الحق فوق كل أرض، و دحر الظلم تحت كل سماء. عامنا كان مليئا بالتحديات التي تمت مكاشفة الذات تجاهها ومن ثم تم التغلب عليها. وعامنا القادم لن يختلف، بل سيكون مثله، وبقية أعوامنا القادمة كذلك. أما اعداؤنا فشاهدنا عجز أيديهم عن حبكة المؤامرات التي تحيكها عقولهم العفنة، مؤامرات لن تتعدى جماجم رؤوسهم، ولهث ألسنتهم. عامنا القادم سعودي بامتياز.