ما أجمل لحظات السعادة، وما أروع نسيمها وشذاها! وما أتعس أولئك الذين يسرقون منك تلك اللحظات الصافية، فيخترقون جدار أفراحك، ويحطمون أسوار سعادتك؛ لتكتئب معهم وتتعس وتشقى بينهم! سارق السعادة قد يكون شخصاً غارقاً في التشاؤم، ومن رعاة بث الكراهية وتكدير صفو الأنفس.. سارق السعادة قد يكون موقفاً مر عليك، لا تود تذكره ولو لمرة.. سارق السعادة قد يكون ذكرى موجعة أو فكرة متعبة.. هذه تسرق عليك سعادتك، وأصحابها يسلبونك راحتك وطمأنينتك، فتعيش قلقاً مهموماً تسيطر عليك الهموم! بعض الناس يعشقون الانتقاد ولأي شيء وسبب، ولأبسط الأمور، ولو لم تسأله رأيه، المشكلة يعلم أن رأيه لا يقدم ولا يؤخر، كمن يقترح عليك أمراً بعد فوات الأمر، ويمكث يُحزنك لم اخترت كذا، ولم فعلت كذا!! سارقو السعادة هم أشخاص موجودون بيننا، في العمل والبيئة، نلتقي بهم رغماً عنا.. سارقو السعادة لا يملكون إلا نشر الإحباط والتشاؤم والسلبية، يحولون بينك وبين أي عمل ناجح، ويُهبِّطون عزيمتك تجاه أي فكرة تتحمس لها، ويقللون من نجاحك في أي درب سلكته، يرون إنجازاتك عادية.. باختصار هم يريدونك تعيساَ، فاشلاً، خاملاً وربما ساقطاً مثلهم تماماً! سارقو السعادة يتفننون في تمرير السلبيات بهدوء دون أن تشعر أحياناً، قد تأتيك في طابع نصيحة، أو جملة عابرة، أو قصة مماثلة لحالتك.. الى آخر الأساليب التي تحد من دافعيتك ونجاحك! تتعدد الحلول لمواجهة سُراق السعادة، يأتي في بدايتها أخذ الحيطة والحذر من هذه الشلل التعيسة، واجعل لسعادتك وفرحك خطاً أحمر، لا تسمح لأحد بالمساس به والاقتراب منه، ليسلب منك فرحاً، أو ينغص عليك لحظة إشراقة، ولا تنس أن تطأطئ رأسك للكلمات السلبية، والجمل النكدية، واجعلها تمر بسلام ولا تعرها انتباهاً، تعلم فن تحويل السلبيات إلى إيجابيات، وقلب المعاني التشاؤمية إلى معانٍ تفاؤلية، بحيث تستخدم الكلمات المسمومة والمحبطة لبناء جسر للعبور إلى شط الأمان والنجاح.. ولا مانع أن تلقن بعض المكدرين وناشري الإحباط درساً في فضل السكوت وأن يحتفظوا بسلبياتهم لأنفسهم.. وتأكد أن السعادة ليست أن لا تمر بالآلام، وأن لا تواجه الصعاب، بل السعادة أن تحافظ على رباطة جأشك وهدوء أعصابك، وبلوغ أهدافك، وتفاؤل قلبك وأنت تواجه الصعاب والآلام، بشرية كانت أم حياتية! * قفلة روي عنه– عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً». كن ناشراً للفرح، وقامعاً للأحزان.. وكن مفتاحاً لنشر السعادة، مغلاقاً لأبواب التعاسة لمن حولك.. تلك هي ثقافة الفرح!