يؤيد عضو مجلس النواب الأمريكي مايك بومبيو -الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشكل مفاجئ مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية- جمع الحكومة الأمريكية لبيانات الاتصالات للأمريكيين ويريد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. ودافع ضابط الجيش المتقاعد، الذي تخرج في الأكاديمية العسكرية في وست بوينت وكلية الحقوق في هارفارد عن استخدام وكالة المخابرات الأمريكية أساليب استجواب تلقى إدانة واسعة النطاق مثل التعذيب. ويعارض بومبيو تقييم أوساط المخابرات لاتفاق أبرم في 2015 رفعت بموجبه العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. ووعد بومبيو بإلغاء الاتفاق واقترح في اجتماع مائدة مستديرة عقد في 2014 مع الصحفيين أن تقصف الولاياتالمتحدة المنشآت النووية في إيران وهو اقتراح وصفه خبراء المخابرات الأمريكيون بأنه سيؤجل فقط تطوير رأس حربي نووي إيراني لكن لن يوقفه. كما اتخذ مواقف لا تتفق مع مواقف ترامب فيما يخص تحركات روسيا في أوكرانيا ودعمها العسكري لبشار الأسد، الذي تسانده إيران أيضا. وقال لمنتدى أمني في 2015 إن روسيا أقامت وجودا لها في الشرق الأوسط وإن «لدينا الآن المحور الروسي- الإيراني هناك مطلق العنان». وانتقد الجمهوري القادم من ولاية كانساس المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون لاستخدامها خادم بريد إلكتروني خاص خلال توليها منصب وزيرة الخارجية ومعالجتها للهجمات، التي وقعت عام 2012 على مواقع أمريكية في بنغازي في ليبيا. وانتخب بومبيو -عضو لجنة المخابرات في مجلس النواب البالغ من العمر 52 عاما- للمرة الأولى عام 2010 في حركة حفل الشاي من دائرة الكونجرس في مدينة ويتشيتا بولاية كانساس. ويعتبره أعضاء المجلس من الحزبين ذكيا ويؤمن بالعمل الجماعي وكفؤا ويمتلك فهما جيدا لقضايا الأمن القومي. وقال آدام شيف أبرز نائب ديمقراطي في لجنة المخابرات في مجلس النواب «مايك ذكي جدا ومجتهد وسيتفانى في مساعدة الوكالة على تقديم أفضل معلومات مخابرات ممكنة لصناع السياسات، وعلى الرغم من أنه كانت بيننا خلافات قوية -بالأساس حول تسييس المأساة في بنغازي- فأنا أعرف أنه شخص مستعد للإصغاء وللمشاركة». وقال مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات الأمريكية إن بومبيو «رجل جاد يدرس القضايا بإمعان». لكن بعض المدافعين عن الحريات المدنية وحقوق الإنسان عبروا عن قلقهم من اختيار ترامب لبومبيو بسبب معارضته لإغلاق معتقل جوانتانامو. كما انتقدوا أيضا تأييده لجمع بيانات الاتصال، الذي ألغته حاليا وكالة الأمن القومي وتأييده لبرامج مراقبة أخرى. وفي مقال رأي شارك في كتابته في يناير ونشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» دعا بومبيو إلى «تطوير جوهري لقدرات المراقبة الأمريكية» بما يشمل استئناف جمع بيانات الاتصال المحلية بالأرقام وتوقيت الاتصالات ولكن ليس مضمون المحادثة الهاتفية ذاتها. وكتب في المقال أن البرنامج -الذي قررت محكمة استئناف اتحادية ولجنتان حكوميتان للمراجعة أنه غير قانوني وغير فعال- يجب توسيعه ليشمل «المعلومات المتاحة عن الأوضاع المالية وأساليب المعيشة في قاعدة بيانات شاملة وقابلة للبحث داخلها» وأن «العراقيل القانونية والبيروقراطية على المراقبة يجب أن تلغى». كما عارض بومبيو أيضا تنظيم الانبعاثات المتسببة في الاحتباس الحراري للحد من التغير المناخي، بينما شكلت وكالة المخابرات الأمريكية في الآونة الأخيرة مركز مهمات للقضايا الدولية يرصد الاحتباس الحراري بصفته تهديدا للأمن الأمريكي.