يعد الإبداع والابتكار المحرك الأساسي للاقتصاد لأي دولة، حيث نرى نتائجه في حياتنا اليومية عندما نركب السيارات الفارهة والمجهزة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا السيارات، ونراه في تكنولوجيا الاتصالات عندما تتجدد خصائصها وميزاتها باستمرار وسرعة عالية في أجهزة الاتصال من هواتف عادية إلى جوالات عالية التقنية مزودة بكاميرات ووسائل اتصال بالإنترنت وغيرها. الإبداع والابتكار والتطوير كان الدافع الحقيقي وراء ثورة التحول الصناعي التي شهدتها الولاياتالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية من تكنولوجيا معدات حربية إلى تكنولوجيا منتجات استهلاكية وكمالية متطورة لراحة الزبون. هذا التطور في الابتكارات كان نتيجة لثورة الإبداع والابتكار الذي تسانده البيئة المؤسسية المحفزة مما ساهم في زيادة سعة وقوة الخيال والموهبة والقبول والحرية الفكرية التي تتميز بها مؤسسات الإبداع والمبدعين. يتطور الإبداع والابتكار عندما يجد المبدع البيئة المناسبة التي تشجعه عليه وتتقبل أفكاره، بل توفر له الدعم المالي والمعنوي الذي يساهم في تطوير ابتكاراته إلى منتجات تجارية في منظومة متكاملة. وتلعب البيئة المؤسسية المحيطة بالمبدع الدور الكبير على تحفيزه أو عدمه في الابتكار والتطوير. والمثال على ذلك ما تقدمه سابك للمبدعين والمبتكرين المنتسبين لها في المملكة وفي الدول الأخرى التي تمارس فيها نشاطاتها. ولقد أطلقت سابك أحدث مبادراتها التنموية في مدينة الرياض، بافتتاح موطن الابتكار الذي يعد علامة تجارية للشركة، ليضاف إلى منظومتها التقنية والابتكارية في المملكة، باعتباره مركزا إقليميا لإنتاج واستعراض الحلول المبتكرة والاقتصادية، وسيساهم في الارتقاء بالمملكة إلى مكانة رائدة تقنيا على مستوى صناعة البتروكيماويات. ويهدف إلى التنافسية المستدامة لسابك في هذا الشأن. وتعد منشأة (موطن الابتكارTM) مبادرة تجمع بين الابتكار والتقنية والتسويق، بحيث صُممت لتُهيئ الطلب وتُشجع تنمية وتطوير الصناعة التحويلية. وتُمثل منشأة موطن الابتكار نقطة التقاء تجمع تحت مظلتها نخبة من المواهب الإبداعية والابتكارية والشركات المهتمة بمستقبل المنطقة. وتهدف إلى تحفيز واستعراض المنتجات والتقنيات التي يمكن تصنيعها محليا، وذلك بما يدعم استراتيجية سابك للعام 2025م، وكذلك بما ينسجم مع التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030م، من خلال إيجاد الأعمال التجارية الجديدة لدفع نمو قطاع الصناعات المحلية نحو اقتصاد متنوع ومستدام في اعمال سابك. ولقد حضنت سابك المؤتمر الفني الثاني عشر برعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف يوم الأحد 6 نوفمبر 2016م على مدى أربعة أيام لعرض مبتكرات المشاركين في مجالات الإدارة والهندسة والكيمياء والابتكار وغيرها من المجالات الأخرى ذات العلاقة بتطوير صناعة البتروكيماويات. ويعد هذا المؤتمر الفني ملتقى مناسبا للمبتكرين المبدعين من جميع شركات سابك المنتشرة حول العالم، وذلك للاستفادة من ابتكاراتهم التي تصبح منتجات تجارية تستفيد منها سابك وغيرها من شركات البتروكيماويات الأخرى. والجدير بالإشادة في مقالي أن سابك أنشأت منظومة متكاملة للتقنية والابتكار في 5 مناطق رئيسة حول العالم وهي التالية: الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأوروبا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب شرق آسيا، وشمال شرق آسيا. وتشمل المنظومة حتى تاريخه 19 مركزا للتقنية والابتكار في هذه المناطق الرئيسة لأعمالها مما مكن سرعة الانتشار العالمي لمنظومة سابك البحثية والتقنية والتطويرية والابتكارية. وفي الختام أرى ضرورة تشجيع جميع شركاتنا السعودية للمبدعين والمبتكرين على الإبداع والابتكار على غرار مساهمات سابك في هذا المجال، وذلك لأنهم المحرك الرئيس للاقتصاد من خلال إبداعهم وابتكارهم الذي يحول الأفكار إلى منتجات اقتصادية نراها في الأسواق.