تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في محافظة الجوف، وذلك بعد دحر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مديرية خب والشغف بدعم من طائرات التحالف العربي. وفي محافظة مأرب، اعترضت دفاعات التحالف العربي فجر امس، صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات باتجاه مأرب، وفي جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، تواصلت المواجهات بين الطرفين. واستهدف التحالف العربي مواقع الميليشيات في الجبل الأخضر في منطقة بني بارق وتبة أم الركب، ما أسفر عن أضرار بشرية ومادية في صفوف الميليشيات. وتواصلت المعارك بين القوات الشرعية اليمنية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في محافظة الجوف، الجمعة، بعد هجوم كبير للجيش الوطني والمقاومة تمكنا فيه من السيطرة على عدد من المواقع الهامة في مديرية خب الشعف أكبر مديرية في الجوف. وأعلنت مصادر عسكرية تحرير 7 مواقع هامة هي «منطقة كتنه» و«وادي الغمير» و«منطقة الضعة»، و«جبل الكحيل» و«موقع الجرشة» و«مواقع سنبلة» و«جبال المجرب المطلة على سوق الثلوث»، وذكرت المصادر أن المواقع التي تم تحريرها تقع على الخط الدولي، الذي يربط محافظة الجوف بمنفذ البقع بمحافظة صعدة. وكانت القوات الشرعية قد أعلنت انطلاق عملية عسكرية شمال غربي الجوف لاستكمال تحرير بلدة خب والشعف والوصول إلى حدود محافظة صعدة من الناحية الشرقية. نزوح في تعز وفي تعز، استمرت المواجهات في بعض جبهات القتال بشكل متقطع وسط استمرار عملية نزوح سكان بعض القرى وفقا ل«العربية نت». وأفادت مصادر محلية بنزوح عشرات الأسر من منازلها نتيجة القصف العشوائي، الذي تشنه ميليشيا الحوثي وصالح على قرى جبل جرداد بني عمر بالشمايتين جنوبي تعز. ولقيت طفلة مصرعها في منزلها برصاص قناص حوثي في منطقة الدمينة شمال غربي مدينة تعز، وشهدت جبهات القتال في حيفان والصلو في ريف تعز اشتباكات متقطعة بالتزامن مع بعض القصف المدفعي علي بعض قرى الصلو. وقصفت مقاتلات التحالف العربي أهدافا للمتمردين في منطقة نهم شرقي العاصمة صنعاء وفي مدينة المخا الساحلية غربي تعز وفي مديرية عسيلان في محافظة شبوة. جهوزية المنطقة العسكرية وفي السياق، أكد قادة ومنتسبو المنطقة العسكرية السادسة جهوزيتهم الكاملة لتطهير بقية مناطق محافظة الجوف من الميليشيات الانقلابية والاستعداد التام لخوض معركة التحرير وصولاً الى العاصمة صنعاء وصعدة واستعادة كافة مؤسسات الدولة وترسيخ الأمن والاستقرار في مختلف ربوع الوطن، ووقوفهم وراء القيادة الشرعية ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق الركن على محسن الأحمر. كما أكد قادة الجيش صمودهم إلى جانب أفراد القوات المسلحة في كافة جبهات القتال وميادين الشرف والبطولة وتقديم التضحيات حتى دحر مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.. مشيدين بالروح المعنوية العالية لدى كافة منتسبي الجيش انطلاقا من إيمانهم بواجب الدفاع عن الوطن وحمايته من الميلشيات، داعين زملائهم من أفراد الجيش الذين لا يزالون في صفوف الميلشيا والقاعدين في منازلهم إلى سرعة الانضمام للجيش والشرعية وتلبية نداء الواجب في الدفاع عن الشعب والوطن من طغيان الميليشيات. ولفتت القيادات العسكرية في محور الجوف الى حجم الانتصارات الميدانية والتقدم الكبير الذي تحرزه وحدات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية، وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات. وزار فريق المركز الإعلامي للقوات المسلحة المنطقة العسكرية السادسة ومحور الجوف وأجرى سلسلة من اللقاءات الميدانية مع عدد من قادة المحور والألوية والمعسكرات التابعة. وقال قائد محور الجوف العميد الركن عبد العزيز حنكل: إن «خروجنا من بيوتنا الى ماربالجوف انما هو دفاعا عن الحرية ودفاعا عن العرض وعن المظلومين في كافة انحاء اليمن.. نحن في الجيش والمقاومة مستعدون للتضحية حتى تطهير اخر شبر في اليمن... كل يوم ونحن في تقدم ونجاح على الارض». فيما أكد ركن تدريب المنطقة العسكرية السادسة عبدالله الزوقري ان المعنويات مرتفعة.. داعيا القاعدين في منازلهم الى الانضمام للشرعية.. قائلا «لا تظنون ان علي عبدالله صالح سيعود للسلطة من جديد، فنحن لهم بالمرصاد، وعليهم ان يفكروا بالهروب قبل وصولنا الى صنعاء».. مضيفا «نحن قادمون إلى صنعاء، وثقوا يا أبناء المحافظات غير المحررة إننا قادمون اليها مهما كان الثمن». العميد عبدالله الضاوي، قائد اللواء 127 مشاة، قال: «لن نتعامل مع أي مبادرة تهدف لإنقاذ الميليشيات، لن نتعامل إلا مع بنادقنا ودباباتنا وأسلحتنا، ونقول لقيادتنا الشرعية اننا مستمرون في التضحية والنضال وسنقاتل حتى تحرير اخر شبر من الوطن، ولن نستسلم.. نحن مبادرتنا هي الوصول الى صنعاء وهذه هي رسالتنا للعالم اجمع.. نطمئن جميع ابناء الشعب بأننا معكم ومستمرون في انقاذكم في المناطق التي ما تزال تحت سيطرة الانقلابيين وسنصل اليهم ونحميكم من شر الانقلاب وميليشياته، نحن اخوانكم وابناؤكم نبذل الدماء والأرواح لأجلكم وقريبا بمشيئة الله سنكون بينكم». لا للمبادرات بدوره، قال قائد عمليات اللواء 101 مشاة العقيد الركن أحمد السالمي: «إن الجماهير اليمنية والقوات المسلحة لن يقفوا مكتوفي الايدي ولا تعنيهم اي مبادرات.. سوف نستكمل تحرير البقية مهما كانت التضحيات». وأضاف: «المعنويات مرتفعة جدا، سنظل نقدم التضحيات حتى تطهير اخر شبر من اليمن.. ونقول للمليشيات الانقلابية: انتم من دمرتم الشعب اليمني والمدارس ودور القران، نقول لهم انتم واهمون وكذابون وشعبنا اليمني سيظل يقاتلكم حتى ولو بالحجارة حتى استعادة مؤسسات الدولة وكافة بقاع اليمن». من جانبه قال المقدم احمد مؤنس، ركن القوى البشرية في اللواء 127مشاة: «إن شعار المقاتلين هو: السيف أصدق أنباءً من الكتبِ، شعارنا هو السيف لقتال الانقلابيي ن الذين عاثوا في الارض فسادا.. ابشروا بفجر يلوح في الافق نحن قادمون ان شاء الله لتحرير ما تبقى من وطننا الحبيب الجريح الذي يئن تحت وطأة الانقلابيين فالأيام القادمة تبشر بالخير وبأننا قادمون». على صعيد آخر، قالت مصادر مطلعة في صنعاء، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية وجهت تهديدات لخطيب جامع بالعاصمة - ينتمي للجماعة - على خلفية انتقادات لاذعة وجهها للميليشيات بعد أن اتهمهم ب «اللصوصية». ونقلت المصادر عن مقربين من خطيب وإمام جامع النهرين بصنعاء، الشيخ يحيى الديلمي، الذي ينتمي لعائلة هاشمية حوثية معروفة، قولهم إن الميليشيات حذّرت الديلمي من انتقاد الجماعة مجدداً في خطبه وإلا فسيتم منعه من الخطابة وتعيين خطيب وإمام جديد للجامع بدلاً منه، فضلاً عن التلويح باستخدام أساليب أخرى معه لم يتم الإفصاح عن ماهيتها. وكان الشيخ الحوثي يحيى الديلمي قد شنّ هجوماً لاذعاً على الحوثيين وأنصار المخلوع صالح. ووصف الديلمي الحوثيين في خطبة الجمعة الماضية بأنهم لصوص سرقوا ثروات اليمن وخيراته، في حين يقبع المواطن اليمني البسيط في حالة يرثى لها. وأكد الديلمي في خطبته أن اليمن غني بالثروات إلا أن خيراته قد نهبت، مشيراً إلى أن نظام المخلوع صالح هو سبب تأخر وتدهور وتراجع اليمن، وأن هدف المخلوع وحلفائه الحوثيين في انقلابهم على السلطة الشرعية هو سرقة البلاد. ولم يجرؤ أي من خطباء الجوامع «غير الحوثيين» على انتقاد الميليشيات لإدراكهم أن رد فعل الجماعة المسلحة معهم سيكون دموياً وليس مجرد تهديد بالمنع من الخطابة وتعيين إمام بديل.