تعودنا في كل موسم ان نرى تنافس اندية ممتاز الدوري السعودي على لقب بطولة الدوري او استقطاب لاعبين اجانب مميزين، او حتى لاعبين محليين او تنافس على اللعب النظيف ولكننا في هذا الموسم شاهدنا تنافس معظم انديتنا على طرد او استغناء عن مدربيها بعد الجولات القليلة الاولى دون النظر الى الاعباء المالية المترتبة عليها من خلال الشروط الجزائية التي عادة يتحكم فيها المدربون الأجانب بكل ذكاء ودهاء!! لقد تم استغناء المدربين من نصف الاندية ليشمل البلجيكي باتريك دي وايلد مدرب الخليج، ومدرب الهلال ماتوساس ومدرب الفتح سابينتو ومدرب الاهلي جوميز ومدرب التعاون الهولندي كالزيتش، ثم استقالة حمد الدوسري، واخيرا إقالة التونسي جميل بلقاسم من تدريب الاتفاق فيما بقي في المنافسة مدربو النصف الباقي من اندية الدوري ليشمل كلا من المدرب التشيلي لويس سييرا في الاتحاد، والكرواتي زوران ماميتش في النصر، والتونسي ناصيف البياوي في الرائد، والمدرب الوطني سامي الجابر في الشباب، والمصري عادل عبدالرحمن في الباطن، والجزائري خير الدين مضوي في الوحدة، واخيرا البرازيلي أنجوس في الفيصلي!! ولعل ما يزيد الامر حيرة استرجاع بعض الاندية لمدربين كانت قد استغنت عنهم بحثا عن انجازات قد غابت او خوفا منها تغيب مثلما فعل الاهلي بعودة جروس والفتح مع فتحي الجبال والخليج مع جلال قادري!! ان عودة المدربين للاندية السعودية بعد الاستغناء عنهم لا يعني بالضرورة عودة انجازاتهم ولا يعني نجاحهم سواء، في انديتهم التي غادروها او غيرها وخاصة عودتهم في نفس الموسم او في نفس السنة ولعل السطور التالية تحكي بعض تجارب المدربين الأجانب الذين ترددوا على بعض الاندية: لقد نجح ديمتري بنادي الاتحاد حتى أصبح إحدى العلامات الفارقة معه ليحصد ثماني بطولات مختلفة حتى لقبوه بالمدرب الذهبي. لقد كانت أول تجربة لديمتري مع الاتحاد في عام 1997، ولم تدم طويلا، فعاد مجددا لقيادة الاتحاد، ثم للمرة الثالثة عام 2000. وبعد النجاحات اللافتة التي حققها مع الاتحاد، تعاقد معه النادي الأهلي عام 2002، لكنه لم يحقق شيئا الى ان عاد للمرة الرابعة للاتحاد عام 2006 ثم المرة الخامسة عام 2011. وفي عام 1988 تولى القيادة الفنية لنادي الشباب السعودي المدرب باكيتا فأمضى معه موسما واحدا، ولكنه عاد اليه في موسم 2015 بعد ان خاض تجربتين أخريين مع الهلال. وفي عام 2005 قاد نيبوشا الأهلي السعودي لأول مرة، وحقق معه سلسلة إنجازات لكنه رحل عن الأهلي لوقت قصير، قبل أن يعود نادي الاهلي للتعاقد معه عام 2007، ليكرر إنجازاته مع الفريق، الا ان مشاكل مالية أدت لانفصاله عنه فعين الألماني ثيو بوكير لعدة مباريات فقط، قبل أن يعود للاستعانة به مرة اخرى. اما بيتوركا لم يعمر طويلا مع الاتحاد وأُقيل بعد سبعة أشهر فقط، بسبب تردي نتائج الفريق، وكانت الخسارة القاسية أمام الهلال 1-4 هي نهايته ولكن نفس الادارة الاتحادية فاجأت الجميع أواخر العام الماضي بإعادته مرة أخرى. اما انزو هيكتور فقد خاض 3 تجارب في السعودية، واحدة مع الاتحاد واثنتين مع نادي الشباب، كانت الأولى مع الشباب عام 2007 ثم قاد الاتحاد عام 2010، ومن ثم استعان به الشباب من جديد عام 2011. اما المدرب بيلاتشي فقد قام بتدريب نادي الشباب عام 1996، وبعد عامين أشرف على نادي النصر السعودي، ثم استعان به الهلال عام 1997، وبعد ذلك عاد للعمل في بلاده، حتى عاد للهلال مجددا عام 2000 ولكن الهلال استعان به للمرة الثالثة عام 2002. أما المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو فقد سبق له تدريب نادي الشباب في فترتين مختلفتين حيث بدأ باتشيكو معهم في عام 2009، لكنه ترك الفريق بعد عام ولكنه تعاقد مع الشباب مجددا، غير أنه لم يدم طويلا أيضا لتتم إقالته بسبب نتائج الفريق الكوارثية. كما دخل الإسباني كانيدا قائمة أبرز المدربين الأجانب الذين كرروا التجربة مع نادٍ واحد في السعودية، وذلك مع نادي النصر الذي كان قد أقاله بعد تسع مباريات فقط رغم النتائج الجيدة إلا أن إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي أعادت كانيدا مرة أخرى. وأخيرا عاد جروس للنادي الأهلي بعد أن تم الاستغناء عنه نهاية الموسم الماضي لأسباب غير واضحة بعد إحرازه لبطولة الدوري للاهلي بعد غياب اكثر من 35 سنة، ولكن بعد فشل قوميز اضطر النادي الاهلي للتعاقد مع جروس، والسؤال المهم هنا هل سيحتفظ جروس بانجازاته مع الاهلي وهل عودة جروس لتدريب الاهلي قرار صائب، بالتاكيد الجواب سيظهر لنا آخر الموسم. انما وددت الوصول اليه من خلال هذا المقال هو استعجال الاندية في التعاقد مع المدربين بدون تركيز، وكذلك الاستغناء عنهم بدون صبر مما يكلف الاندية مبالغ باهظة تثقل كواهلها في ظل السيولة القليلة وكثرة الديون وشح المصادر المالية وعجز الهيئة اوالاتحاد السعودي في تحصيل الاموال المستحقة وتسليم الاندية حقوقها.. كما ان عدم صبر الاندية على مدربيها يؤدي الى قرارات استعجال لاقالتهم طمعا في الحصول على البطولات باسرع وقت..! إن ما رأيناه هذا الموسم فيما يخص المدربين المقالين شيء مؤسف ينبئ عن سوء ادارة وسوء اختيار، وبقينا أضحوكة لهؤلاء المدربين الذين لا هم لهم الا جمع المال وما يؤسف له انهم يحمون انفسهم بشروط جزائية يصعب التحكم بها.