للشعر مكانة سامية على امتداد العصور، ولا شك في أن الدور البارز الذي يلعبه قد تجلّى في عاصفة الحزم، فبالشعر تُشحذ العزائم، وتستنهض الهمم لجنودنا البواسل كما كان في الجاهلية، وفي عصر صدر الإسلام، وقد شاهدنا ذلك جليا من عهد شاعر الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وكيف كان يقول لحسان - رضي الله عنه - أهجهم وروح القدس معك، وكان وقْع شعر حسان على المشركين كالسهام، لذا كسب الشاعر مكانة مرموقة بين قومه وكان يحتفى بالشاعر عند بزوغ نجمه. لكن للأسف ما يكان يحظى به الشاعر سابقا عكس ما وجدناه في العصر الحاضر من تهميش متعمد للشعراء خاصة شعراء النبط، فليس لهم مظلة ينضوون تحتها ولا يجد الشاعر والشاعرة الدعم الذي يحتاجانه للتألق والإبداع. وتعد المملكة العربية السعودية المصدر الرئيس لكبار الشعراء والشاعرات على حد سواء، وكل شاعر أو شاعرة يعمل على إبراز نفسه بنفسه دون دعم ولا مساندة من جهة مختصة. فالاندية الأدبية تقتصر على شعراء الفصيح وكأننا شعراء النبط جئنا من خارج المجرة مع أن الشعر النبطي أكثر تأثيرا والمفضل لدى أغلب شرائح المجتمع. ومن هذا المنطلق يجب أن تكون للشعر مظلة تليق به وبدوره وبشعرائه، تنظم من خلالها الأمسيات بين الشعراء دون محسوبيات، يقدم المبدع من أجل إبداعه فقط، فالإبداع يجب أن يكون الفيصل في الحكم على الشاعر ومكانته بين أقرانه. كما أقترح أن ينظم تكريم سنوي للرموز من الشعراء والشاعرات الذين قطعوا شوطا طويلا في مشوارهم الشعري وتركوا بصمة في تاريخ الشعر الشعبي لان الكثير يرحلون ويتخطفهم الموت دون أدنى تقدير. وهنا يأتي السؤال الأهم: من المسؤول عن تهميش شعراء النبط ؟! جمعية الثقافة والفنون أو جمعيات التراث والثقافة أم وزارة الثقافة والإعلام ؟! ومَن مِن هذه المظلات يجب أن ينضوي تحته شعراء النبط ؟! أرجو أن يأتي السؤال شافيا وكافيا لردم الفجوة الكبيرة التي تكاد تبتلع المبدعين بالتجاهل والتهميش وتحجيم دور الشعراء في كل مناسبة وطنية ودينية واجتماعية.