الشعر النبطي أصبح لغة مفتوحة يتذوقها العربي في كل قطر من أقطار الوطن العربي الكبير، ونلاحظ هذا جلياً في قنوات التواصل الاجتماعي فلم يعد شعر النبط حكراً على الساحة الشعبية الخليجية ولكنه أصبح يشاركنا قراءته وجماله الكثير من إخواننا العرب شرقاً وغرباً، وقد يشكل على كثير منهم فهم بعض المصطلحات الغارقة في الخصوصية وهذه الميزة قد تفقد المتلقي الفهم الكامل لمفردات النص والتمتع بجمالياته، لذا أدعو من هذا المنبر أن يبتعد الشعراء والشاعرات على حدٍ سواء عن التوغل في اللهجة الخاصة وأن يكتب نصه باللغة البيضاء التي يفهمها الجميع وهناك أمثلة كثيرة على هذه المفردات ك«العد» وهي بئر الماء التي لم تعد مستخدمة في وقتنا الحاضر، و«الركايب» وهي كل ما يركب عليه من خيل وإبل وغيرها، وأيضا «الضعون» وهي الركاب المحملة ببيوت الشعر والخيام عند ما يريد البدوي الانتقال من منطقة لأخرى طلباً للمرعى والماء، وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره، وخلاصة القول: إنه يجب أن يشمل تطور الحياة تطور الشعر ومفرداته أيضاً كي نستطيع أن نعبر بنصوصنا إلى الوطن العربي الكبير ولا نغلق على أنفسنا في بوتقة الخصوصية التي لا يفهمها إلا القلة من أهلها، يجب أن يكون الشاعر ذكياً فلا يفقد أصالته وينسلخ منها فيصبح بلا هوية ولا يغرق فيها ويظل بلا حراك ولا تطور، إن المعادلة هذه لن تكون صعبة على شاعر متمكن وخاصة الشاعر الذي يطمح لأن يترك أثراً طيباً وبصمة فريدة في زمن كثر فيه الغث والمتشابه وتكررت نسخ مشوهة من نسخ أصيلة ورائعة فلكل شخص مميزات خاصة به وحده وليست موجودة عند غيره، فلتكن لكل منا بصمته وأثره الجميل في هذا الموروث الثمين بالإبداع والتطوير واللحاق بركبه والتمسك بأصالته والتماس جمالياته لنصل الى كل القلوب المحبة للشعر في كل مكان ويظل اعتزازنا بموروثنا وبلهجتنا مع العمل على تطويره بالمفردة الجميلة السهلة الفهم لجميع الشرائح.