أكد أمين عام جائزة الملك عبدالعزيز للجودة الدكتور سعد القصبي، محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، أن ملتقى أفضل الممارسات في الجودة والتميّز المؤسسي يهدف إلى تعزيز التواصل بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في شتى أنحاء الوطن لتبادل الخبرات والآراء ومناقشة التحديات التي تواجه قيادات الجودة والتميز المؤسسي. وأوضح الدكتور القصبي خلال افتتاحه المتلقي أمس في فندق الفورسيزن بالرياض، أن الملتقى الفرصة أمام المهتمين بالجودة للاطلاع على تجارب عالمية وإقليمية ووطنية في مجالات عمل متنوعة لإثراء المعرفة والإسهام في تحسين وتطوير الأداء عند العودة لميدان العمل. واستعرض الملتقى الذي يشارك فيه اثنان وثلاثون متحدثا ومختصاً في الجودة، كلمات رئيسية عن ثلاث تجارب دولية لجوائز الجودة الوطنية هي: (جائزة الجودة اليابانية، والجائزة الأمريكية للجودة، وكذلك الجائزة الأسترالية)، وألقى البرنامج الضوء على أكثر من ست عشرة (16) تجربة إقليمية وعالمية من ثماني (8) دول تغطي (9) قطاعات متنوعة، إضافة إلى ثلاث (3) جلسات حوارية خصصت لمناقشة أثر جوائز الجودة الوطنية على الاقتصاد الوطني والأداء المؤسسي والمجتمعات بشكل عام. وشهد الملتقى في يومه الأول استعراض عدد من التجارب لأفضل الممارسات في الجودة والتميز المؤسسي من بينها تجربة كهرباء ومياه دبي كأول مؤسسة حكومية تتبنى مبادرة «مؤشر السعادة»، وبصفتها الفائزة بجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز بدولة الإمارات حيث بين المهندس وليد سلمان نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وتطوير الأعمال أن الهيئة حققت نتائج تنافسية عالمية في العديد من مؤشرات الأداء كخفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى حوالي 3.3 % مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وانخفضت نسبة الفاقد في شبكات المياه إلى 8.2% مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية. كما حققت أفضل النتائج العالمية في معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً، والذي بلغ 3.87 دقيقة انقطاع للمشترك مقارنة مع 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي. وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في هيئة كهرباء ومياه دبي، وللعام الثالث على التوالي، المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والرابعة عالمياً في سهولة الحصول على الكهرباء بحسب نتائج تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2016م الصادر عن البنك الدولي. واستعرض المهندس سعيد الغامدي الرئيس التنفيذي لشركة الجبيل للبتروكيماويات، تجربة «كيميا» وسر استقطاب الكفاءات السعودية المتميزة لتحقيق أهداف الشركة الرئيسية في دعم اقتصاد البلاد وتطبيق استراتيجية السعودة بنجاح، مبيناً أن شركة الجبيل للبتروكيماويات «كيميا» تعد أحد أكبر المجمعات الصناعية في المملكة التي تتبع لشركة سابك، حيث عقدت اتفاقية مناصفة مع شركة إكسون موبيل بهدف نقل التقنية وتوطين الصناعات الوطنية، وتعتبر في مصاف الشركات التي تقدم أرقى المنتجات وتدار بأيدي كفاءات سعودية 100%.، فقد استطاعت الشركة أن تحصد العديد من الجوائز في مجال السلامة والصحة والبيئة وأيضا في مجال الجودة وفق أعلى المعايير الحرفية وبكفاءة عالية، وتوجت بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة في دورتها الثالثة. وطرح جون موريسون تجربة شركة ويكفيلد «للإسكان في بريطانيا»، ودورها في توفير منازل ذات جودة عالية، وذلك بفضل توظيف التقنية في تتبع معلومات المستفيدين والتفاعل معهم، وتقديم المساكن ذات الجودة العالية من خلال تحديثها وصيانتها، وإرساء خدمات حياتية إضافية جديدة، إضافة إلى بناء منازل في متناول الأجيال القادمة. وأشار عبدالله الحميميدي من البنك السعودي للاستثمار إلى تجربة البنك الحائز على جائزة الملك عبدالعزيز لجودة المنشآت الخدمية، مبيناً أن هذا الفوز يأتي تأكيداً على التزام البنك بأعلى معايير الجودة، كما عرض خالد القضيب تجربة «مدارس التربية النموذجية» واستعرض رؤيتها التاريخية التي بدأت منذ 58 عامًا، ونالت عددًا كبيرًا من شهادات ودروع التفوق والتميز في العمل التربوي التعليمي والأنشطة الطلابية أو مساهمتها المجتمعية، منها درع التميز التربوي لعدة سنوات، واستمرارية حصولها على الفئة الأولى في تصنيف وزارة التعليم آخرها العام الدراسي 1436 /1437ه. من جهته أكد الرئيس التنفيذي للجائزة الأسترالية للتميز رافي فرناندو على الدور المهم لجائزة الملك عبدالعزيز في رفع مستوى الجودة، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي يجب عليه أن يقوم بتقويم نفسه، خصوصًا مع وجود قطاع كبير كقطاع البترول، معتبراً أن جائزة الملك عبدالعزيز ستقود هذا التوجه، مشيراً إلى أن جائزة التميز الأسترالية بدأت مع القطاع الخاص وحاليا مع القطاعات الحكومية وخصوصا مؤسسات الحكم المحلي، وهو ما يؤكد اهتمام كافة المؤسسات بالجودة والتميز المؤسسي. وقد شهد الملتقى جلسة حوارية بعنوان «جلسة حوارية ورؤية 2030 ودور الجائزة في تعزيز جودة الخدمات والمنتجات» والتي أدارها الدكتور خالد العواد عضو مجلس الشورى، وشارك فيها الأستاذ عبدالرحمن المنصور وكيل الوزارة للشؤون القروية والدكتور عبدالرحمن المديريس مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية والدكتور عماد الجحدلي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى والمهندس سعود الشمري رئيس الجمعية السعودية للجودة، ناقشت العلاقة بين رؤية المملكة 2030 وبرنامجها التحولي وما تقوم به جائزة الملك عبدالعزيز للجودة وأوجه الارتباط بين الرؤية والجائزة، وكيف يمكن للجائزة أن تؤدي دورا ممكنا لتحقيق هذه الرؤية. وقال الدكتورالمديريس: إن رؤية المملكة تركز على قضية التنمية المستدامة وقوامها العنصر البشري وإن جائزة الملك عبدالعزيز تصب في تحقيق رؤية المملكة في جميع القطاعات المجتمعية والخاصة ولا تقتصر على المجال الحكومي فحسب، وتابع: إن جائزة الملك عبدالعزيز في تحقيقها للتميز والجودة تسهم في تحقيق رؤية المملكة المباركة بتحقيق الجودة والتميز المستدام. جانب من الحضور جانب من إحدى الجلسات الحوارية