بغض النظر عن قضية إفلاس السعودية وهي جملة ذكرها نائب وزير التخطيط في لقاء تليفزيوني وطار بها الركبان، وبصرف النظر عن كون حالة التقشف وتقليل المصروفات ضمن رؤية 2030 أو لا.. بغض الطرف عن ذلك يبدو أننا مقبلون على نمط اقتصادي ومعيشي جديد، ومرحلة جديدة في التحول الاقتصادي والاستهلاكي.. لقد عاشت دول الخليج بشكل عام طفرة اقتصادية بسبب ارتفاع أسعار البترول وانعكست تلك الطفرة على حياة الأسر والأفراد. القرارات الأخيرة التي اتخذتها المملكة بإيقاف العلاوات، وإلغاء بعض البدلات التي تصرف للموظفين الحكوميين، ودراسة سلم الوظائف التعليمية.. كلها من شأنها خفض الرواتب، وبانخفاض الرواتب سيقل دخل الأسر، وستقلل كل أسرة مصروفاتها ونفقاتها تبعاً لذلك.. ندرك تلك السياسة -التقشفية- التي تتخذها الدولة؛ فالسعودية تعيش حالة حرب مع الحوثيين تقتضي نفقات لخوضها، وتضررت من انهيار أسعار البترول التي دفعت سياسة الدولة للتوجه إلى تنويع مصادر الدخل ولا تكون معتمدة على البترول، وهذه إحدى سياسات رؤية 2030. في دراسة نشرتها -مجلة اليمامة- عن سلوك المستهلك السعودي خلصت إلى أن 40 - 60% من دخل الفرد السعودي ينفق على الغذاء، وأن 15 - 20% ينفق على الكساء، وثلثه على العلاج والسياحة، ومن 5 - 10% على التأثيث ومثلها على الأجهزة الكهربائية والتعليم والسكن.. بينما النسب العلمية تقول يجب أن يكون: 20% من الدخل للسكن، و20% للنفقات الشخصية، و25% للغذاء، 10% على الملابس، و15% لوازم منزلية و5% للطبيب والأدوية و5% للادخار. نظرة خاطفة لما نقلته إلينا مواقع التواصل الاجتماعي في فترات ماضية سترى أنواع السيارات الفارهة، والأغذية الفاخرة، والتباهي بالماركات، وهوس الإقبال على شراء الكماليات... هذا النمط عزز توجه بعض الأسر إلى الإسراف والتكلف في الشراء والاقتناء. قد يستصعب البعض عملية تغيير الأنماط السلوكية في البداية، لكن تطبيقها سيؤدي لنتائج إيجابية، ستسهم في إيقاف الإسراف واستهلاك الكماليات التي أثرت على الأسر، وستؤدي لنشأة جيل واع لظروف العائلة والمرحلة... هناك الكثير من الأمور التي ينتظر من الأسر التخلص منها أو تقليلها؛ لتفادي التأثيرات السلبية لأية متغيرات، ولخلق ثقافة الاقتصاد أو التدبير كما جاء وصفها في الحديث.. ومنها إعادة النظر في تخفيف التكاليف الزائدة في حفلات الزواج، وكذا حفلات النجاح والمواليد ونحوها.. تقليل الشراء من المطاعم، وتناول الوجبات المنزلية.. إعادة النظر في شراء أجهزة الجوالات والآيباد للأطفال، فإضافة إلى أضرارها الصحية هي مكلفة ماديا.. ترشيد استخدام الاتصالات والكهرباء.. إيقاف التبذير في الولائم، وكذا هوس الشراء مثل «مقاضي رمضان» والأعياد.. ترك التدخين، وهوس التجميل في المشاغل وصوالين التجميل النسائية. إن تقليل النفقات وترتيب الأولويات والحاجيات الضرورية نمط حياتي، وسلوك حضاري، ومطلوب في كل وقت وليس فقط في أوقات الأزمات ومرحلة شد الحزام! ولكم تحياتي