اختتمت غرفة الشرقية امس الخميس 20 اكتوبر 2016 فعاليات ملتقى المنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذي نظمته تحت رعاية امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف وبحضور محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان، وضم 18 من نخبة المتحدثين و13 ورقة عمل ناقشت على مدى يومين أهم التحديات وأبرز التطلعات للقطاع الناشئ بمقر الغرفة الرئيس بالدمام الجلسة الأولى قال رئيس برنامج «تسعة أعشار» امجد ادريس في ورشة العمل الاولى ان 2 بالمائة هي نسبة حصول المنشآت الصغيرة والمتوسطة على قروض تجارية في الخليج، مقارنة بدول غير خليجية ودولة المغرب التي تصل الى 37 بالمائة. واوضح ادريس ان من ابرز التحديات، التي تواجه القطاع هي حصول المنشآت الصغيرة والمتوسطة على فرص اوامر الشراء من الجهات الحكومية والشركات الكبرى، وايضا حصولهم على الكوادر البشرية المدربة، التي تتناسب مع تخصصات وتوجهات شركات القطاع. واشار ادريس الى ان نسبة السعوديين العاملين في المنشآت الصغيرة والمتوسطة بلغت 34 بالمائة، فيما بلغت نسبة السعودة في القطاع بشكل عام 13 بالمائة. وبيَّن ادريس ان استراتيجية برنامج «تسعة أعشار» لتطوير القطاع انطلقت بخطة قامت على معلومات مهمة وضرورية للقطاع، استقتها من عدة اجراءات هي: اجراء مسح ميداني لمقدمي الخدمات، الذي تم من خلاله تحليل تفصيلي لقرابة 50 منشأة تقدم خدمات لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، بالإضافة الى اجراء مقابلات مع اصحاب المنشآت، حيث تم اللقاء مع اكثر من 200 منشأة بهدف التعرف على اهم التحديات التي تواجههم، كما تم الاطلاع على اكثر من 10 تجارب عالمية اسهمت في تطوير القطاع في تلك الدول، وايضا الاطلاع على دراسات وتوصيات شركات استشارية لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة. جانب من المشاركة في الجلسة الأولى كما بيَّن ان البرنامج الذي ينفذه صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، من خلال بوابته الإلكترونية يقدم خدمات تهدف الى دعم هذا القطاع الشاب، حيث تم تنفيذ عدة خدمات هي: البوابة الموحدة، والوصول الى المنافسات، والوصول الى السوق، والحلول المالية، ومسرعة الاعمال الناشئة، واضف الى خدماتك، معلنا ان 3 خدمات جديدة ستنضم الى باقي الخدمات، وهي: الوصول الى المعلومات، والمتاجر الالكتروني، وعمل المستقبل. ويهدف البرنامج إلى تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم وجعلها مؤسسات منتجة للوظائف عن طريق مجموعة من الخدمات الاساسية، التي تهدف إلى النمو والارتقاء في القطاع وجعله بيئة أكثر جذبا للسعوديين، من خلال المساهمة في معالجة تحديات الإجراءات الحكومية، التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وإيجاد الفرص الوظيفية للسعوديين عن طريق دعم نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع بيئة ريادة الأعمال في السعودية لبناء منشآت صغيرة ومتوسطة واعدة. وتتبنى خدمة مسرّعة الأعمال الناشئة روّاد الأعمال واحتضانهم خلال المراحل الأولى من بدء المشروع بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) وتمكينهم من امتلاك منتج أو خدمة جاهزة لتقديمها للمستثمرين وعرضها في السوق كما تهدف خدمة الحلول المالية إلى دعم النظام البيئي في المنشآت الجديدة والمنشآت القائمة الموجودة في المملكة. الجلسة الثانية وفي الورشة الثانية، التي عقدت وقدمها مدير الإدارة الاستراتيجية بوكالة الوزارة للتجارة الداخلية عبدالسلام المانع الذي ذكر أن خدمات الوزارة تهدف إلى تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة، من خلال وضع القوانين وتنظيم الاجراءات وتطوير آليات الدعم كتحسين الهيكل التنظيمي لهذه المنشآت، وتطوير البوابة الالكترونية، وإطلاق نشاط تفاعلي خاص بالقطاع الخاص لتعزيز الثقة وتعزيز الاستثمارات، وإطلاق العديد من المبادرات مثل مبادرة قوائم ومعروف وغيرهما. وذكر أن الوزارة تسعى لتعزيز الشفافية الحكومية وفعالية الإجراءات والاستثمار في الخدمات اللوجيستية والبنية التحتية، وتعمل كذلك من اجل تطوير البيئة التنظيمية وتعزيز فرص الاستثمار للقطاع الخاص. وتعمل جاهدة لدعم مشروع رؤية المملكة 2030، التي منها زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الاجمالي من 20 بالمائة الى 35 بالمائة وزيادة الاستثمار الاجنبي من 3.8 الى 5.9 بالمائة من الناتج الاجمالي المحلي. وذكر أن الوزارة في نطاق خدمتها للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تعتمد مبدأ التغذية العكسية، أي اخذ ملاحظات أصحاب المنشآت فهذا هو الخيار الأفضل لتعديل المسار، وتطويره. كما استعرض عددا من الخدمات، التي تقدمها الوزارة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وهي (الاسم، والنشاط، والسجل والمهن الاستشارية، والعلامة والوكالة)، ومنها دليل الأيزيك فهو دليل مشترك بين الوزارة مع عدة جهات داخلية كالصحة والعدل والعمل، حيث يكون تصنيف العمل موحدا مع هذه الجهات، كما أن هذا التصنيف منسجم مع تصنيف الأممالمتحدة، وهذا بالطبع يخدم الأسماء العاملة ويحفظ الحقوق، ويعطي صناع القرار صورة عن الوضع العام للمؤسسات، كونه ترميزا يساعد على تحديد الأنشطة بكل دقة، إذ يمكن لأي مؤسسة أن يعرفه موقع مؤسسته ضمن التصنيف.. مؤكدا تواصل الوزارة مع كل الجهات المعنية، حيث تم ربط التعاملات آليا مع وزارة العدل والغرف التجارية، وفي المستقبل القريب سوف يتم الربط مع الأمانات والبلديات، حيث إن الوزارة تسعى لتوفير كل المتطلبات لتحقيق الربط الالكتروني مع هذه الجهات. اختتام ملتقى المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي نظمته غرفة الشرقية أمس ولفت إلى إمكانية إنشاء شركة الشخص الواحد، فالمالك واحد، لكن المواصفات والميزات تخص شركة، وذلك بهدف الحد من الشركات الوهمية، والتشجيع على الاستثمار، وتسهيل عملية تقديم المناقصات، موضحا أن شركة الشخص الواحد لها متطلبات تتمثل في القوائم المالية. كما اعطى نبذة عن مبادرة «معروف»، حيث إن النشاطات التجارية في الغالب تبدأ صغيرة من المنزل، ثم تكبر وتكبر، فيستخرج مالكها سجلا تجاريا، وتصبح شركة، لذلك ارتأينا فتح المجال للمشروعات التي تتم من المنزل وبدون شروط بأن تضع منتجاتها على موقع الوزارة، حيث يتاح المجال للعملاء اعطاء التقييم من خلال الموقع. ذاكرا أن التسجيل في رابط معروف لا يتطلب سجلا تجاريا ولا اشتراطات أخرى، وإنما هدفه دعم المبادرات التي تقام من المنازل، ويمكن لصاحب المبادرة أن يحصل على سجل تجاري في المستقبل. الجلسة الثالثة وفي الورشة الثالثة، التي قدمها المستشار والمدرب في الإعلام الرقمي عمار محمد، الذي تطرق الى واقع الاعلام الاجتماعي في المملكة، وقال ان عدد مستخدمي الإنترنت الفاعلين في المملكة بلغ حوالي 20.29 مليون نسمة من عدد سكان المملكة، الذين يبلغ تعدادهم 31.85 مليون نسمة، كما ان مستخدمي الإعلام الاجتماعي الفاعلين بلغ 11 مليونا، ومستخدمي الهاتف الجوال 57.58 مليون، ومستخدمي الاعلام الاجتماعي عبر الجوال 10 ملايين تقريبا.. ذلك وفق احصاءات العام الجاري 2016. وفي نطاق استعراضه للشبكات والمواقع الاجتماعية الأكثر استخداما في المملكة، ذكر أنها 27%، في حين أن هذه النسبة تنخفض إلى 25% بالنسبة للمتعاملين مع موقع فيسبوك، و20% لموقع تويتر، و17% لموقع انستجرام، و15% لموقع جوجل. وذكر أن معدل الوقت الذي يصرفه المستخدم يوميا في التعاطي مع فيسبوك يصل الى 22 دقيقة و8 ثوان، وعلى «سناب شات» 18 دقيقة و7 ثوان، وعلى تويتر 17 دقيقة و56 ثانية، وعلى انستجرام 15 دقيقة و15 ثانية. وذكر أن برنامج «سناب شات» الذي هو تطبيق رسائل فيديو يتيح للمستخدمين إرسال صور ومقاطع ورسومات إلى أشخاص معينين، هذا التطبيق هو اسرع التطبيقات نموا من حيث عدد المستخدمين بمقارنته مع كل تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى، إذ يستخدمه حوالي 100 مليون شخص حول العالم، ما أن هذا التطبيق يقيس عدد مستخدميه بالساعة، فهو بناء على ذلك يوفر للشركات فرصة الوصول إلى الشريحة المطلوبة بسهولة، كما يمكن الترويج من خلاله للشركات بأن تنشر قصصا لها مصورة، بالتالي يمكن القول إن مستخدمي «سناب شات» اليوم هم زبائن الغد، خاصة أن معظم المستخدمين ينحدرون من عوائل غنية، وتتراوح أعمارهم بين 13 و25 عاما، وفي مجال التجارة أو استخدام المواقع لغرض البيع والشراء كشف ان 41% من مستخدمي الانترنت قاموا بعملية بيع وشراء منتج أو خدمة عبر الانترنت خلال 30 يوما مضت، و52% منهم قام بدور البحث عن المنتج أو الخدمة من أجل الشراء خلال المدة نفسها، و42% من المستخدمين زاروا مواقع البيع خلال المدة المذكورة، واللافت أن 36% ممن دخلوا المواقع لأجل البيع والشراء كانت مشترياتهم أجهزة حاسب آلي، و23% منهم قاموا بعملية شراء من خلال الهاتف الجوال. وذكر أن أهم معايير اختيار مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في الجمهور المستهدف، وآلية التنافس الموجودة لدى المستخدم، والفرص المتاحة، واختلاف الشريحة الديمغرافية في استخدام القنوات الاجتماعية. ولذا دعا المتعاملين تجاريا مع هذه الوسائل إلى وضوح الأهداف، بحيث تكون محددة بوقت، وقابلة للتحقيق، وقابلة للقياس خصوصا في موضوع التكاليف، التي تتمحور حول تكاليف فريق العمل والإعلانات والمصممين والمصورين وغير ذلك. الجلسة الرابعة وجاءت ورقة عمل تمكين المنشآت الناشئة للمستشار الأعلى بشركة «لاماركا للخدمات الاستشارية»، جيري جينكس، لتسليط الضوء على الكيفية، التي يتم من خلالها تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة بخاصة مع انطلاق رؤية المملكة 2030م، هذه الرؤية التي تتطلب -بحسب الورقة- وعيًا مضاعفًا من قبل أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة باتجاهات العمل الجديدة والتحديات الحالية والمستقبلية، فضلاً عن الإلمام بأساسيات الأعمال والنظام البيئي للصناعات والقطاعات ذات الإمكانات العالية في المملكة. وأوضح جينكس، أن هناك سؤالا كبيرا يتطلب أن يوضع في مقدمة رؤوس أصحاب أو راغبي إنشاء مشروعات صغيرة أو متوسطة، ألا وهو كيف يمكن بناء الأعمال وما هي أكثر التحديات التي يمكن مواجهتها؟، ملخصًا إجابته فيما يتعلق بالشق الأول في المعرفة بالبيئة النظامية والسوقية في الداخل، أما فيما يتعلق بالشق الثاني فأشار جينكس، إلى خمسة تحديات تقليدية، وهي: (التعليم، الثقافة المجتمعية، رأس المال، السياسة التشريعية، الإرشاد)، لافتًا إلى أن المواجهة تكون بتطوير وتكثيف البرامج التدريبية وتقديم برامج إرشاد أكثر تقدمًا تتماشى مع المرحلة الجديدة في المملكة. وأكد جينكس ضرورة عمليات تقييم الأداء والمراجعة الدورية، كونها من العوامل الدافعة إلى التحسين المستمر لأداء أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشددًا على أهمية سلامة الهيكل القانوني للشركة الناشئة وأهمية تطوير علاقاتها بالمجتمع من حولها، وكذلك رفع مستوى الوعي حول القضايا الاجتماعية والثقافية، التي قد يكون لها تأثير على أعمالها. وأشار جينكس إلى عدد من القطاعات المتوقع نموها في السوق السعودي خلال الفترة القادمة، التي قد تكون فرصة جيدة لراغبي إنشاء المشروعات صغيرة ومتوسطة، وهي المجالات الطبية والسياحية والتأمين والتجارة الإلكترونية، ومشروعات التعليم التي من شأنها سد الثغرات بين الأوساط الأكاديمية ورجال الأعمال، وأيضًا المشروعات المتعلقة بالزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وكان الملتقى قد اختتم فعاليات اليوم الأول بجلسة أخيرة بعنوان (دور التواصل الاجتماعي في تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة) تحدث خلالها كل من مدير عام شركة سماءات/ أحمد الجبرين، والمستشار في شؤون المنشآت الصغيرة والمتوسطة/ هزاع المنصوري، والمدير العام لمجموعة منصور بن علي الرقيبة القابضة/ منصور الرقيبة، وأدار حواراتها المدير التنفيذي لشركة أوشن اكس/ ابراهيم الزهيميل، حيث أكد المتحدثون أهمية التواجد في وسائل التواصل الاجتماعي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكيفية الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في تحقيق الربحية للمنشآت، مع التطرق لبعض الجوانب الفنية اللازمة لإدارة حسابات التواصل الاجتماعي.