أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والمشرف على برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الدكتور علي بن إبراهيم الغبان أن الهيئة تسعى لتسجيل الأحساء في اليونسكو ك«منظر ثقافي تاريخي»، لافتاً إلى أن الأحساء واحة تطورت عبر العصور وهي متجددة، وأن تاريخها يمتد إلى أكثر من 5000 عام. وأوضح خلال ورشة العمل التي نظمتها أمس الهيئة العامة للسياحية والتراث الوطني بالأحساء وافتتحها نيابة عن صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي ال سعود محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية، مدير جامعة الملك فيصل رئيس اللجنة التنفيذية بمجلس التنمية السياحية بالأحساء الدكتور عبدالعزيز بن جمال الساعاتي، أن عملية التسجيل ليست بالسهولة التي يتصورها الكثيرون، وقال إن هناك معايير واشتراطات كثيرة متعلقة بأصالة الموقع وتكامله وقيمته الاستثنائية. وأشاد الغبان بنجاح أمانة الأحساء في تسجيل الأحساء ضمن شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية العالمية في مجالي الحرف اليدوية والفنون الشعبية. وأضاف أن الهيئة تعمل على تقديم الملف للمنظمة قبل الأول من فبراير 2017. وأكد مدير جامعة الملك فيصل أن «تسجيل هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو لا يعد ترفاً، بل واجب إنساني يكفل للأجيال القادمة بإذن الله تعالى الاستمتاع بها، بل التفاخر بها كمعالم تبرز الإرث والعمق التاريخي والأصالة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية»، معرباً عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على جهوده الكبيرة التي أسهمت في حفظ المكنون الإنساني والحضاري للمملكة العربية السعودية والتعريف بها عالمياً. وأشار أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم خلال كلمته الى أن تسجيل الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو يأتي ضمن مسؤوليات تكاملية من الجهات المعنية الحكومية، وانطلاقا من استشعار الجميع بما تحويه الأحساء من مخزون تراثي كبير، والذي يُؤصله تاريخ الأحساء العميق، وهذا ما عنيت به أمانة الأحساء مسبقا عبر مخطط الأحساء الاستراتيجي الذي عني بجغرافية الواحة والموجودات التراثية والتاريخية بالمنطقة، وتنوع مناشطها ذات القيمة الجغرافية «الرقعة الزراعية، والصحراء، والساحل البحري» والتي تأتي تماشيا مع متطلبات تسجيل الأحساء في التراث العالمي، مؤكدا أن فوز الأحساء بعضوية المدن المبدعة في اليونسكو في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، يعتبر مؤشرا ايجابيا نحو عالمية الأحساء، وتحقيق خطوات نجاح إيجابية في تسجيل الاحساء بأكملها ضمن التراث العالمي. وفي الورشة، أشاد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد بن أحمد الفريدة بجهود شركاء الهيئة في الملف وهم: أمانة الأحساء، وهيئة الري والصرف، وفرع وزارة الزراعة الذين قدموا الكثير من الوثائق المتعلقة بواحة الأحساء. وقال إن الأحساء تتمتع بإرث أصيل ومقومات طبيعية وتاريخية تؤهلها للمضي قدما، والمنافسة على الدخول ضمن قائمة التراث العالمي، لتصبح الموقع السعودي الخامس بعد مدائن صالح والدرعية التاريخية وجدة التاريخية وجبة والشويمس في حائل. وقدم الاستشاري د. سايمون ريكا عرضاً حول ملف تسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي اليونسكو، استعرض فيه أهم نقاط القوة والضعف في الواحة، مؤكدا على أهمية دور شركاء الهيئة في الملف وكذلك المجتمع المحلي.