من لون السماء اكتسى جماله، ومن باطن القلب ظهرت عزائم رجاله، أما من «الحفر» فقد استقى عذوبته، تلك التي قادت المحبين لعشقه، حتى باتوا متيمين باسمه، فأصبح «الباطن» لديهم رمزا جميلا للتضحية من أجل الانتصار. قد لا يعرف الكثيرون عن الباطن، ذلك الفريق الذي يزهو بلونه السماوي الرائع، وبعشق أبنائه الجارف له، سوى أنه فريق حديث عهد بدوري الأضواء، لكن الحقيقة «أجمل» من ذلك بكل تأكيد. فابن ال (39) عاما، يستمد قوته وجماله من التلاحم الرائع بين أبنائه وعشاقه ومسيريه، في مشهد يصعب أن تجد ما يشابهه في الكثير من أنديتنا، بل والأجمل من ذلك أن «الباطن» وطوال مسيرته سواء في دوري الدرجة الثانية أو في دوري الدرجة الأولى، أو حتى عقب صعوده لدوري «جميل» الممتاز، لم يستغن أبدا عن أبنائه، الذين يشكلون ما يقارب ال (80)% من الهيكل الأساسي للفريق، الذي ما زال يفاجئ الجميع مع انقضاء الجولة الخامسة من الدوري الممتاز لكرة القدم. بدوره، شدد رئيس نادي الباطن ناصر الهويدي، بأن المرحلة المقبلة تتطلب من جميع منسوبي ناديه التكاتف من أجل المحافظة على المكتسبات، التي حققها فريقها الأول لكرة القدم في المنافسات السعودية، وقال بعد فوز فريقه على الرائد برباعية نظيفة على أرض ملعب ناديه: العمل لن يتوقف على تجهيز الفريق للمرحلة المقبلة وسنعمل ما في وسعنا من أجل صناعة فريق يقول كلمته في كل المباريات الكبيرة في الكرة السعودية. تحدث الجميع في بداية الموسم عن أن الباطن سيكون ضيف شرف في دوري جميل، لكن ثقة أبنائه بقيادة المتميز دائما ناصر الهويدي كانت أكبر، فالرجل الذي نجح في قيادة الباطن لتخطي الكثير من الصعاب، لم يكن عاجزا عن تجهيز الباطن لخوض غمار الدوري الممتاز رغم ضيق الحاجز الزمني، فظهر الباطن متألقا كونه السماوي الناصع، مخبرا الجميع بأنه جاهز لكل التحديات وبأن القادم سيكون أجمل، بعد مشيئة الرحمن. فتواجد الباطن في المركز الثامن عقب مضي (5) جولات فقط، وبفارق نقطي ضئيل عن المتصدر، يعطي انطباعا واضحا بأن الباطن تحت قيادة مدربه الخبير بالدوري السعودي المصري عادل عبدالرحمن، لن يكون صيدا سهلا أبدا، خصوصا لتلك الفرق التي تغادر إلى حفر الباطن لملاقاته على أرضه ووسط جماهيره العاشقة. بداية الباطن كانت مثيرة جدا أمام الزعيم الهلالي، فخسر بصعوبة بالغة وبهدفين نظيفين جاءا في وقت متأخر، وعندها تحدث الكثيرون بأن الحماس كان السبب، فجاء الرد أكثر اثارة في المباراة الثانية، حينما نجح أبناء الباطن وسط مؤازرة كبيرة من عشاقهم، في التغلب على الليث الشبابي بهدف مبكر حمل توقيع مهاجمهم البرازيلي ديسلفا. زاد المشككون من حملتهم، فنسبوا للعشب الصناعي الفضل في ذلك الفوز، لكن الباطن واصل ظهوره المشرف على الرغم من ذلك، وخطف تعادلا في الرمق الاخير امام الخليج، قبل أن يخسر بهدفين لهدف أمام رفيق درب الصعود الاتفاق في مباراة حبست كل الانفاس. أما في الجولة الخامسة من دوري جميل، فقد تجلى الباطن على مرأى عشاقه، وعاقب الرائد الذي كاد يحرمه من التواجد في الدوري الممتاز، برباعية غاية في الروعة، كان عنوانها الأبرز «الباطن حضر.. ولقلوب عشاقه اسر».