(يَشُوشْ) رأس كل سعودي؛ وهو يرى على مدار 13 عاماً؛ انجازات أجهزة وطنه الأمنية المتلاحقة؛ والرادعة بحق العابثين بأمن الوطن؛ (والشَّوَشَان) مصطلح محلي؛ يُعبّر عن قمة الزُهوّْ ومنتهى الفخر؛ بقادة هذه البلاد وبرجال أمنها وأفراد جيشها؛ الذين يخوضون حربين متوازيتين ومصيريتين في آن واحد؛ فواحدة ضد خلايا طغمة الارهاب المجرمة داخلياً؛ واخرى تدور رحاها على الحد الجنوبي؛ لردع العصابة الطائفية التي اختطفت اليمن؛ وهددت أمن المملكة الوطني؛ كلتا الحربين مازالتا تحققان انتصارات ونجاحات كبيرة؛ فالعامل المشترك بين نجاحهما؛ هو توجيه الضربات الاستباقية المباغتة؛ لأوكار العدو في الداخل والخارج؛ وآخر الإنجازات الأمنية؛ التي نفذها الجهاز الأمني بجدارة؛ وبالطريقة الاستباقية ذاتها؛ هو ما اعلنته وزارة الداخلية الاثنين الماضي؛ (عن إحباط أربع عمليات إرهابية؛ بلغت مراحل متقدمة من الإعداد؛ بلغ عدد عناصرها 17 شخصا بينهم امرأة)؛ هذا الانجاز الأمني الضخم؛ لم يكن مفاجئا لنا؛ فالأمن السعودي عوّدنا على تسجيل النجاحات الجديدة والمتواصلة؛ بضربات استباقية موجعة؛ شلت أركان الإرهابين؛ ودائماً ما تثبت الأحداث الأمنية؛ يقظة رجال أمننا وكفاءتهم العالية؛ ففي كل والمواجهات الارهابية؛ تفوق جهازنا الأمني على الإرهاب؛ وخرج بعد كل عملية أقوى وأصلب من ذي قبل؛ وانتهاج الجهاز الأمني للضربات الاستباقية كتكتيك وقائي؛ هو إستراتيجية أمنية موفقة؛ حالت دون حدوث أعمال إرهابية كارثية؛ لا يعلم مدى تداعياتها على المملكة إلا الله؛ هناك جهود أمنية غير عادية وغير ظاهرة؛ فمن أصعب المهمات الأمنية وأعقدها؛ هو اكتشاف الجريمة قبل شروع خفافيش الإرهاب في تنفيذها؛ وهذه المهمة صعبة ولا يتقن تنفيذها الا جهة أمنية محترفة؛ لديها المقدرة الاستخباراتية الفائقة؛ لاختراق كيان التنظيمات الارهابية؛ ومعرفة ما يدور داخل أوكارها؛ وهذه القدرات وبكل فخر متوفرة في جهازنا الأمني؛ الذي يمتلك الرجال المؤهلين؛ واحدث التقنيات العالية؛ التي تساعد على جمع اكبر كم من المعلومات المهمة والحساسة؛ فعن طريقها يتم رصد تحركات الارهابيين وتتبع أثرهم؛ هناك جهود مخلصة وعمل دؤوب؛ يقوم به رجال الأمن؛ ضيق الخناق على الدواعش؛ وجرع اكثرهم سم الموت؛ رغم براعة الإرهابيين في التخفي وتنوع خططهم وأساليبهم!!. كلنا نفخر بإنجازات أمنية جبارة؛ أجهضت كل المحاولات والخطط الإرهابية؛ وحازت على التقدير المحلي والدولي؛ ولكن للأسف هذه الجهود لم يوازها؛ جهد فكري وتوعوي حقيقي؛ مماثل في القوة والجدية؛ التي يؤديها الجانب العسكري؛ فمازالت المنابر الإعلامية والدعوية؛ بعيدة جدا عن التعاطي مع قضية وطنية أمنية مقلقة؛ فالأحداث الإرهابية تتوالى تحت بصر الجميع؛ وبالرغم من أنها تستحق الاهتمام والطرح النوعي المتواصل؛ في منابرنا وملتقياتنا ومجالسنا؛ إلا أن الصمت المطبق وتغييب الوعي هما سيدا الموقف؛ فغالبية منابر الجمعة مازالت بعيدة جداً؛ عن همّ المجتمع ومعضلته الأساسية؛ وكأنهم ليسوا بمعنيين بالمساهمة في معالجة هذه الظاهرة!! تقول وزارة الشئون الاسلامية؛ أن لديها (14ألف) خطيب و(30ألف) إمام؛ وبحسبة بسيطة لو أن ال(14ألف) خطيب؛ ألقوا فقط (10) خُطب كل عام؛ يحاربون بها الإرهاب؛ بمعنى أننا سنحصل على (140 ألف) خطبة في عام؛ أجزم غير حانث لو وجه هذا الكم الهائل من الخطب بمسؤولية لعقول الشباب لصُحّحِت أفكارهم؛ ولكان الإرهاب أثر بعد عين؛ وباستمرار هذا التغافل لا تستغربون تنامي ظاهرة الإرهاب وبقاءه؛ فهناك خلل وتقصير (وكسل)؛ ونحن نتساءل عن أولويات الخطيب وآلية اختياره للخطبة؛ وسر تجاهل أمور معلومة من الدين والوطنية بالضرورة؟ وأيضا نتساءل عن دور وزارة الشئون الإسلامية؛ في تفعيل دور الخطيب؛ وتوجيه هذا العدد الكبير من الخطباء الوجهة الإيجابية؛ التي تصب في صالح الوطن والدعوة بشكل عام؟؟