الوطنية تظهر من خلال المواقف الإيجابية تجاه الوطن من قبل المواطنين أفرادا وجماعات. بقيمنا الوطنية نحمي وطننا ولدينا منها الكثير، دينية وتاريخية واجتماعية وسلوكية نحن أغنياء بهويتنا وتاريخنا. نحن ذلك الإنسان الذي يحمل من الحب والولاء والانتماء للأرض التي فتحت قلبها واحتضنته وحمته وأكرمته. أم ثانية منحته الأمان والعز، ضمته وليدا، وطفلا، ويافعا، وكهلا، أم، استمد منها اسمه وهويته وتاريخه. أم باقية دائمة ما بقيت الحياة بإذن الله، لن يفقدها إلا بموته أو خيانته لوطنه، وهذا من المحال إلا في حالة واحدة، حالة الشواذ، حالة الجحود والنكران، والتخبط والتشتت وفقدان الهوية والانتماء. كيان حاضن، وسكن آمن، بحمد الله، الموت في سبيله شهادة، والقتال لحمايته جهاد. المال ليس أغلى من الأوطان، ولمن لا يفهم الوطنية الحقة فليجرب أماكن أخرى بعيدا عن وطنه، عن أمه، كيف ستكون حياته؟! غربة، وذل، وإن تُوج ملكا بماله وصعد قمة الجبل، فيوما ما سيقع لا شك، لأن قدمه غير ثابتة وغير مُؤمنة، فمع أول هبة ريح في ذلك المكان سيفقد قيمته وكيانه، سيفقد الأم الحقيقية التي تحتضنه وتحتويه وتحميه. ما أن يحدث حادث إرهابي في أي مكان غير وطنه، كما نرى ونسمع في وسائل الإعلام المختلفة إلا وتبحث تلك الدولة عن الأصول الأخرى وتشتبه بها !! فهل المال في ذلك الوقت تكون له قيمة؟! قيمة الإنسان وطنه، الوطن عز مهما كانت الظروف المادية. حماية الوطن والدفاع عنه وعن حدوده ومقدساته وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس النشء بحيث لا نترك مجالا لمظاهر الغرب وإغراءاتها تسيطر عليهم واجب ديني وفرض، هم أبناء هذا الوطن ومن الوطن وللوطن يعيشون. حتى المقيمون الذين ولدوا، ونشأوا، وتربوا، في هذا الوطن، استحالة أن يتركوه «الأم التي تربي لا الأم التي تلد». تنمية الوعي والحس الوطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الذاتية أنبل غاية أخلاقية تسترخص من أجله النفوس وتدفع حياتها ليحيى وتسقي بدمائها ثراه. لنشجع الثقافة السلوكية الإيجابية، ولنعزز قيم الانتماء، نرضعها ونغرسها في نفوس النشء، فهي خير من حب المال، فلا مال أعز من الوطن، فإذا كانت الروح رخيصة في سبيله فكيف بالمال؟! وطن لم يُحتل ولن يُحتل بإذن الله ما دام فيه من يحميه بدمه وروحه. الوطن أولا وأخيرا، فلا طائفية ولا مذهبية، بل تسامح وإنصاف وعدل ومساواة، واحترام الآخر وتقبله. لن نسمح لمخططات تفتيت الدول العربية ونهب خيراتها كما يريدها أعداؤنا تصل لوطننا، ترابطنا وتلاحمنا، وعملنا بروح الفريق الواحد لحمايته وحماية مقدساتنا أمر مفروغ منه فلا يتعشم كل مغرض، ولا يشك ويتخيل خلاف وحدة صفنا وعشقنا للوطن، فلن تضرنا إثارة الفتن الطائفية، وإحياء وتأجيج الخلافات، المذهبية، هذا المخطط الذي أعده أعداؤنا ومنه بينهم إيران سيفشل، ولن تكسب إيران استعادة إمبراطوريتها الأسطورية الفارسية الوهمية الموجودة فقط في تاريخها الأسود، ولن تحقق طموحاتها المستقبلية كما تأمل. عشم إبليس في الجنة. الاعتداء الآثم على حدودنا من قبل العصابة الحوثية وغيرها ما هو إلا تأكيد على خطورة الأطماع الإيرانية على أمننا بل أمن الجزيرة العربية والأمن العربي والعالمي، منطقتنا ولله الحمد منطقة غنية بثرواتها، غنية بأبنائها، وموقعها الاستراتيجي الهام. فالمال ليس أغنى من الوطن، والمواطنة الصالحة وتكريسُ حبِ الوطن وتعزيزُ الرغبةِ في خدمتِه، والمحافظة على ثرواته ومكتسباته، وممتلكاته، نرضعها لأطفالنا منذ نعومة أظافرهم، فالإنسان السعودي رضع حب الوطن والولاء له، عقيدة ومبدأ، ولا يقبل المساومة فيه.