«كنج النظيم» المفحط الشاب الذي دفع حياته وعنفوان شبابه ثمناً لهواية مميتة أو شهرة مزعومة أو إرضاء لثلة من الشباب المتجمهر لن يكون الأخير فهناك «كنجات» آخرون وجمهور جديد ومسجات لن تتوقف لجيل قادم ومشكلة أزلية هي «التفحيط»، لم تدرس أسبابها ومسبباتها بشكل علمي، ولم توضع الحلول والتوعية الدائمة لها، ولن تجد العقوبات الرادعة هدفها لشاب لم يجد عن التفحيط هواية وربما مهنة، أعتقد أن ظاهرة التفحيط وصلت الينا عن طريق افلام الاكشن الغربية مع بداية الثمانينات الميلادية، عندما رأينا بطل الفيلم وهو يقود سيارته هارباً فيقفز الجسور ويعكس الطرق وتحتبس الأنفاس عندما تفصل بينه وبين قطار مسرع لحظات، فيخرج من السيارة بأعجوبة بعد ان اصبحت قطعا مترامية وهو يدخن السيجار الكوبي، من هُنا بدأت المشكلة وكبرت ككرة الثلج دون أي حلول علمية ليس من إدارات المرور فقط والتى مهمتها كانت لعقود الضبط فقط وتطبيق العقوبة ومحاصرة الساحات والشوارع التى تمارس بها هذه الهواية ووضع المطبات، بل كان التعليم بعيدا عن المشكلة خاصة فى المرحلة الثانوية والجامعات بحجة عدم الاختصاص، ولم ينقل الإعلام سوى حوادث الموت اليومية، ولم نسمع خطيب جمعة يخصص ولو جزءا من خطبته لهذه الدوامة والمفرمة اليومية لأرواح الشباب. ولو أن القرارات الاخيرة جرمت ظاهرة التفحيط من مخالفة مرورية الى جنائية وغلظ القانون عقوبات المخالفين لأنظمة المرور في قضايا التفحيط ومن أهم قراراته عقوبة من حرض أو قدم مساعدة مالية أو عينية أو ما يسمى في قاموس المفحطين (المعزز) كشريك للمفحط في جريمته ويعاقب بعقوبة لا تقل عن نصف ما يعاقب به الفاعل الأصلي من غرامة وسجن بعد أن ضبطت حالات تدفع للمفحط وتهديه الاطارات الجديدة من أجل إمتاعهم لساعات. وكذلك المتجمهر لمشاهدة التفحيط أو تشجيعه قد ارتكب مخالفة مرورية ويعاقب بغرامة مالية مقدارها 1500 ريال أو تحجز مركبته لمدة 15 يوما أو بكلتيهما معا. وهذا سيوقف التجمهر وهو ما يبحث عنه المفحط فلولا التجمهر لما مارس هذه الهواية السلبية. لعل نقل تجربة الشقيقة الامارات فى تخصيص ساحات معينة ومركبات مخصصة لممارسة التفحيط «كهواية» قد حد وبشكل كبير «حسب دراسات إماراتية» من ممارستها فى الشوارع العامة وتقلصت أعداد الوفيات بشكل ملحوظ والغريب أن الشباب الاماراتي قد سئم من ممارستها وأقلع عنها بسبب أن المتعة المزعومة تقول إن كل ممنوع مرغوب فإلغاء المنع قلص الرغبة لديهم، وأعتقد لو أخذنا التجربة الاماراتية وخاصة فى المدن الرئيسية لعلنا نصل الى جزء من الحل. والله المستعان.