حاولت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون استعادة الزخم الذي خسرته امام منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي، مع استئناف حملتها بعد ايام من وعكتها الصحية. وهاجمت كلينتون ترامب خلال تجمع نورث كارولاينا حضره اكثر من 1500 من مناصريها ولاحقا في واشنطن خلال احتفال بمناسبة شهر التراث اللاتيني. واستأنفت كلينتون الحملة في لحظة حرجة اذ بينت استطلاعات للرأي تقاربا في النتائج مع ترامب حتى ان احد الاستطلاعات اعطاها فارقا بنقطتين فقط. وقالت كلينتون لانصارها في غرينسبورو في كارولاينا الشمالية - احدى الولايات المهمة - «العودة الى مسار الحملة يمنحني شعورا بالارتياح. إن آخر ما ارغب به قبل شهرين من الانتخابات هو البقاء في المنزل. لقد استعدنا الزخم». وقبل حوالى خمسين يوما من الانتخابات الرئاسية الامريكية، تراجع تقدم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي ما يثير قلقا لدى معسكرها، لا سيما ان الحماسة لمرشحته تتلاشى لدى مناصريه. واظهر معدل استطلاعات الرأي منذ نهاية اغسطس انها لم تعد تتقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب الا ب 1.8 نقطة على المستوى الوطني، بتراجع اربع نقاط خلال اسبوعين. وفي الولايات الاساسية التي تعتبر حاسمة للانتخابات، اصبح ترامب يتقدم حاليا في اوهايو (46% مقابل 41%) وفي فلوريدا (47% لترامب مقابل 44% لكلينتون)، بحسب استطلاع «سي ان ان-او ار سي». والمرشحة الديموقراطية التي استأنفت حملتها الخميس بعد ثلاثة ايام من الراحة في منزلها اثر اصابتها بالتهاب رئوي لم تبد قلقا، مؤكدة «لقد قلت على الدوام انها ستكون انتخابات متقاربة». لكن ما يدل على القلق في معسكر الديموقراطيين، اعلن فريق حملتها الانتخابية ان منافسها السابق بيرني ساندرز الذي يحظى بشعبية كبرى لدى شريحة الشباب والسناتور اليزابيث وارين سيقومان بحملة في نهاية الاسبوع لصالح كلينتون في اوهايو. من جهته، قال دونالد ترامب: «لقد شهدنا شهرا رائعا، هناك الكثير من الحماسة». وهي ليست المرة الاولى التي تتقارب فيها نتائج المرشحين الى هذا الحد، فقد حصل ذلك في نهاية مايو قبل ان يسجل ترامب تراجعا. لكن قبل اقل من شهرين على الانتخابات، اصبحت كلينتون تثير حماسة اقل لدى الناخبين، فقد عبر 38% فقط من الديموقراطيين عن حماسة شديدة مقابل 47% في أغسطس بحسب استطلاع صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي اس». وفيما ابدى 55% من ناخبي ترامب حماسة شديدة لفكرة التوجه للتصويت، بلغت نسبتهم 36% فقط لدى معسكر كلينتون. في حين ان معدل التعبئة مهم جدا من اجل الفوز لكن موقع «فايف ثيرتي ايت» الذي يحلل استطلاعات الرأي والمعطيات التاريخية والاقتصادية، اصبح يعطي الان كلينتون نسبة 60.1% من فرص فوز الانتخابات مقابل 39.8% لترامب. وفي 8 اغسطس كانت فرص كلينتون 79.5% بالفوز مقابل 20.5% لترامب. ومنذ ذلك الحين قام دونالد ترامب بتغيير فريق حملته الانتخابية واصبح اكثر انضباطا ورسالته اكثر تنظيما فيما الغى الاهانات من خطابه. وتتواجد مديرة حملته الجديدة كيليان كونواي بشكل كثيف على محطات التلفزة. أول مناظرة حاسمة وامام استطلاعات الرأي، فإن اول مناظرة رئاسية مرتقبة في 26 سبتمبر تعتبر حاسمة ولا تشكل نبأ سارا للديموقراطيين رغم ان كلينتون العضو السابق في مجلس الشيوخ ووزيرة الخارجية السابقة والمرشحة للرئاسة للمرة الثانية تملك خبرة طويلة.