شتان بين من دعا لتوحيد الله - عز وجل - وسخر كل امكانيات دولته لتسهيل أداء الركن الخامس من أركان الاسلام قولا وعملا وبين من دعا لتعطيلها وحث مريديه على زيارة الأضرحة والنياح والبكاء في طقوس شركية مخالفة للكتاب والسنة في الأصول والفروع وهو ضرب جديد لم يأت من عند الله - عز وجل - ولا من عند رسوله صلى الله عليه وسلم، بل هو تدليس ابليس (يوحي بعضهم الى بعض)، فالحمد لله على سلامة العقيدة وسلامة التوجه لقوله تعالى: ( وأذن في الناس بالحج ). وفي حين هؤلاء الضالون عن هدي الدين القويم - كما قالوها بأنفسهم - يدعون لزيارة القبور والتبرك بها وانها تعادل مليونا، بل مليونين وأفضل من حجة الاسلام. فالحمد لله - تعالى - على سلامة المعتقد أولا وأخيرا، والشكر ثانيا لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولمستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ولأمير منطقة المدينةالمنورة ولكافة القطاعات العسكرية وفي مقدمتها الحرس الوطني بقيادة وزير الحرس صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز - حفظهم الله - ولكافة الوزراء والعاملين والعاملات من الجنود المدنيين والعسكريين الذين رأيناهم ومن لم نرهم كل في موقعه وكل له تقديره واحترامه فلهم من المؤمنين المخلصين كل تقدير واحترام على ما قدموا ابتغاء ما عند الله - عز وجل - تلبية للواجب الشرعي والوطني الذي شرفنا به رب العزة والجلال - سبحانه وتعالى - اتباعا لهدي خاتم الرسالة. فالحمد لله - جل وعلا - عدد ما خلق وعدد ما ذرأ في السماوات والأرض وعلى كل صغيرة وكبيرة أنعم بها علينا، قال تعالى: ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) وأولها نعمة التوحيد واخلاص العبادة لله عز وجل في القول والعمل والاتباع ونبذ الابتداع أن جعلنا متبعين للكتاب والسنة وجنبنا أهل الزيغ والضلال. وقد طلب مني أحد القراء أمس عبر صفحتي بتويتر أن أبرز دور جنودنا البواسل ومواقفهم في الحج وهذا شوقي ومتعتي الأزلية. وهنا أقول مخلصا بها أمام الله - عز وجل - أن الكبير والصغير من أبناء المملكة العربية السعودية الذين شاركوا في أعمال الحج هم كلهم شعلة وكلهم اضاءة فمن سخر روحه وجسده وفكره وتخطيطه ووقته للركن الخامس هو مجاهد وأحسبه عند الله أن الجميع كذلك وأولى صورها رجال الطوارئ الخاصة الأشاوس الذين سطروا ملاحم التضحية والفداء عبر استعراضهم العسكري قبل الحج، حيث قالوا فيه ملحمتهم البطولية منطلقا من قوله تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ووقوفهم أمام كل حجر وزاوية، وبنات الوطن حتى لا أبخسهن حقهن فقد شاركن في حملات تطوعية فمن قدم الماء والدعاء والوردة والتهنئة والعلاج ومن ابتسم أمامهم وحمل على أكتافه وأرشد التائه وهي ليست غريبة على المملكة العربية السعودية فهم رجال دولة مواطنات ومواطنين منذ عهد الآباء - رحمهم الله - فقد كانت لهم مكارم ايمانية مشهودة ومن يشكك بها فهو أخرق وعليه اللطم مجددا. وفي الختام: سنفرح قريبا بذكرى غالية هي اليوم الوطني ملحمة التوحيد والاجتماع والكتاب والسنة، كما سررنا بخلو حج 1437 من اهل الشرك وقبلها انطلاق حملة تحرير صنعاء وما حولها من الوثنيين، فالله أسأله - جل في علاه - أن يحفظ قيادتنا وأمتنا المخلصة وذرياتنا، ويعزنا بالاسلام، وينصرنا على من بغى علينا أينما كان، ويحفظ جنودنا أينما كانوا ويمكن لهم ملائكة السماء... آمين.