قناعة الآباء بما يقدمونه من خدمات جليلة في العمل التطوعي لخدمة ضيوف الرحمن دعتهم لإقناع أبنائهم بالالتحاق بالحركة الكشفية، فاجتمعوا معاً الآباء قادة والأبناء إما كشافة أو جوالة في معسكرات الخدمة العامة لحج 1437ه، كل يقوم بالمهام الموكلة له على أكمل وجه، ولا يلتقون مع بعض إلا مرتين خلال أيام الحج، الأولى عند الوصول والأخرى عند ختام أعمال الحج، وأحياناً تجدهم يعملون سوياً في أحد المعسكرات أو اللجان، مما يؤكد الخاصية التربوية للحركة الكشفية التي تهدف إلى التنمية الشاملة للفرد خاصة الشباب منهم وتنمية قدراتهم العقلية والبدنية. أحد من ينطبق عليه هذا الكلام هو القائد الكشفي عبدالله بن مرعي القحطاني (51) سنة الذي أمضى نحو (30) عاماً في الحركة الكشفية، ويشاركه هذا العام ابنه الكشاف المتقدم عبدالله (18) سنة، الذي شارك للسنة الثانية في خدمة الحجاج. وأبان القحطاني أن مؤسس الحركة الكشفية في العالم هو اللورد بادن باول ووضع لها هدفًا هو الإسهام في تنمية الشباب بمساعدتهم على ممارسة كامل طاقاتهم ليصبحوا مواطنين أصحاب مسؤولية وأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية. أما قائد معسكر عرفات محمد بن قائد هزازي (43) الذي التحق بالكشافة من عام 1415ه، فيشارك ابنه الجوال عبدالرحمن الذي يدرس في مستوى الامتياز في كلية الطب بجامعة جازان، ويعمل باللجنة الطبية بمعسكرات الخدمة العامة. وقال هزازي إن ثلاثة من أبنائه التحقوا بالكشافة، مؤكداً أن الشباب من خلال مشاركتهم في الكشافة يتعلمون كيف يستثمرون قدراتهم وكيف يعملون مع بعضهم البعض ومع الآخرين في مجتمعاتهم بهدف تعلم المهارات التي تساعدهم على إعداد أنفسهم وتحمل المسؤولية. فيما يرافق القائد عيسى بن عبدالعزيز التيسان (54) سنة اثنان من أبنائه الجوالة ( عبدالباري - أنس) من جوالة جامعة الإمام محمد بن سعود، ويؤكد التيسان أن ما شجعه على أن يلحق أبناءه بالكشافة تركيزها من خلال تجربته الممتدة لقرابة (30) سنة على تربية الشباب وتنمية الخصال الحميدة فيهم، والاعتماد على النفس وغرس القيم والاتجاهات الصحيحة في نفوس الأفراد وتنمية معارفهم ومهاراتهم مما زاد من حرصه على انضمام ابنيه. بدوره أفاد القائد محمد بن أحمد الزبيدي (51) عاما، أنه قضى ما يزيد على (23) سنة في الخدمة الكشفية ويلتحق معه في المعسكرات ابنه الكشاف حمزة (18) عاماً، مؤكدا أن الحركة الكشفية تسعى من خلال برامجها وأنشطتها إلى استثمار الطاقات وتنميتها وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم لمواجهة الحياة. وقال «إنه غرس في اثنين من أبنائه حب العمل الكشفي لتلبيته رغباتهم وحاجاتهم ومهاراتهم بالتخطيط السليم»، مبينا أن تلك الخطوة جاءت لقناعته بأهداف الكشافة وما حققته له شخصياً خلال مسيرته في العمل التطوعي الكشفي. وفي معسكر العزيزية يعمل القائد حمود الخضيري (41) سنة وشارك في معسكرات الحج (4) سنوات، بينما ابنه الجوال حسين الذي يدرس اخر سنة في تخصص اللغة الإنجليزية شارك (3) سنوات في الحج ويعمل في أحد معسكرات منى. وقال الخضيري «إن الحركة الكشفية انطلاق نحو المسؤولية والانتظام وتأخذ بيد الناشئة نحو المعالي، ونحو الآفاق وتكسبهم المهارات ليخدموا دينهم ووطنهم وأنفسهم». وأجمع الأبناء المشاركون في أعمال الحج مع آبائهم، ومثلهم كثر في الساحة الكشفية، أن التنمية الفكرية والمهارية طورت من قدراتهم بأسلوب واضح وفعال من التعليم الذاتي، معتزين بخدمتهم لمجتمعهم والانتقال من حالة الاتكالية إلى حالة الاعتماد على النفس. وعبروا عن اعتزازهم بمشاركتهم إلى جانب آبائهم في معسكرات الخدمة الكشفية وتشرفهم بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وإظهار الدور النبيل الذي تسلكه جمعية الكشافة خاصة أمام ضيوف الرحمن وإبراز جهود شباب الوطن الذي يدرك حجم المسؤولية تجاه دينه ووطنه.