كشفت الجولتان الأوليان من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم في روسيا عام 2018م مسار الآمال العربية مبكرا في إمكان العودة إلى هذا المحفل العالمي بعد غياب نسختين. وحده المنتخب السعودي بين المنتخبات العربية حصد العلامة كاملة حتى الآن (6 نقاط)، ما وضعه في مكان جيد في بداية الدور الحاسم، وهو الساعي إلى استعادة مكانته كممثل لعرب آسيا في نهائيات كأس العالم. وفرض «الأخضر» ذاته واحدا من أقوى منتخبات القارة منذ منتصف الثمانينات، بفوزه بكأس آسيا 3 مرات أعوام 1984م و1988م و1996م، ووصوله إلى النهائي ثلاث مرات أيضا قبل أن يخسر أمام اليابان في 1992م و2000م والعراق في 2007م. وتخلل هذه الفترة بروز أجيال مميزة من اللاعبين نجحت في قيادته إلى نهائيات كأس العالم 4 مرات متتالية في الولايات المتحدة عام 1994م حيث بلغ الدور الثاني، وفرنسا 1998م وكوريا الجنوبية واليابان 2002م وألمانيا 2006م. وانحدر مستوى المنتخب السعودي في الأعوام العشرة الماضية، فغاب عن مونديالي جنوب افريقيا 2010م والبرازيل 2014م، كما أنه لم يعد أحد اللاعبين الكبار في كأس آسيا فخرج من الدور الأول في 2011م و2015م. وعادت الآمال تدريجيا إلى السعوديين بعد التأهل إلى الدور الحاسم في التصفيات الحالية بقيادة مدرب منتخب هولندا السابق بيرت فان مارفيك، ولا يمكن توقع بداية أفضل بعد فوزين على تايلاند 1-صفر في الرياض وعلى العراق 2-1 في ماليزيا. وستكون المباراة الثالثة للأخضر في غاية الأهمية حين تستضيف استراليا القوية وشريكتها في صدارة المجموعة في جدة في 6 اكتوبر المقبل. خيبة إماراتية ولكن.. يعقد الإماراتيون آمالا كبيرة على منتخبهم الحالي ويطلقون عليه لقب «فريق الأحلام» لما يضم من لاعبين موهوبين منسجمين مع بعضهم البعض، كونهم يلعبون معا منذ المراحل السنية بقيادة المدرب مهدي علي، ويأتي في مقدمتهم صانع الألعاب المميز عمر عبدالرحمن. وعاد «الأبيض» الإماراتي من طوكيو بفوز رائع على اليابان في الجولة الأولى بهدفين لهدافه أحمد خليل (2-1)، برغم اعتراض أصحاب الأرض على أداء الحكم القطري عبدالرحمن الجاسم لعدم احتساب هدف التعادل لهم بعد أن اجتازت الكرة خط المرمى. وأحبطت استرالياالإماراتيين بفوز مهم في ابوظبي بهدف لنجمها تيم كاهيل لتضعهم تحت الضغط من أجل الحصول على إحدى بطاقتي التأهل المباشرتين إلى المونديال. وسبق لمنتخب الإمارات أن شارك في مونديال ايطاليا عام 1990م. وتحدث مهدي علي عن فرصة العودة في المباريات المتبقية بقوله: «أريد أن أشكر اللاعبين على كل ما قدموه حيث سنحت لنا فرص أكثر من الفريق المقابل طوال المباراة، لكننا أخفقنا في استغلال هذه الفرص والتسجيل.. خسرنا مباراة واحدة وما زال أمامنا فرصة في تحقيق عودة جيدة في المباريات المقبلة». وضع العراق صعب ويقف منتخب العراق أمام وضع صعب بعد خسارته مباراتيه الأوليين، وفشله في الفوز على اليابان في سايتاما بالجولة المقبلة سيضعه نظريا خارج حسابات التأهل المباشر لتكرار إنجاز مونديال مكسيكو 1986م. البداية الأسوأ يعاني المنتخب القطري من الوضع الأصعب بين المنتخبات العربية بعد الجولة الثانية اذ أنه دخل الدور الحاسم كأحد المرشحين لنيل إحدى بطاقتي التأهل المباشر قياسا على ما قدمه في الدور السابق من التصفيات. ويسعى المنتخب القطري للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه عبر التصفيات، وهو سيشارك تلقائيا في مونديال 2022م بصفته صاحب الضيافة. وتعقد موقف منتخب قطر بخسارته في الوقت الضائع أمام مضيفه الايراني بهدفين نظيفين في الجولة الأولى، ثم بسقوطه على أرضه أمام نظيره الأوزبكي بهدف قبل 4 دقائق من النهاية في الجولة الثانية، ليقبع مبكرا في مؤخرة الترتيب. وكانت كلمات مدرب قطر الاوروجوياني خوسيه كارينيو معبرة بقوله: «إنها خسارة محبطة. لقد خسرنا في الدقائق الأخيرة من المباراة كما كان عليه الحال في المباراة الأولى، حاولنا ما بوسعنا تقديم مستوى جيد ولكننا لم نكن محظوظين ولم نتمكن من التسجيل من الفرص التي صنعناها». وتابع: «حاولنا إعداد اللاعبين ذهنيا وبدنيا قبل المباراة، ولكننا لم نقدم مستوى جيدا حسب توقعاتنا، آمل أن نحقق عودة جيدة في المباريات المقبلة من التصفيات». وقدم المنتخب القطري عروضا قوية في الدور السابق من التصفيات وكان أول المتأهلين إلى الدور الحاسم بعد أن فاز بمبارياته السبع الأولى قبل ان يخسر في الجولة الأخيرة أمام الصين صفر-2. ويخوض «العنابي» اختبارا صعبا جدا بضيافة كوريا الجنوبية في الجولة المقبلة حيث سيكون مطالبا فيه بالفوز لأن خلاف ذلك يعني فقدان الأمل بنسبة كبيرة باحتلال أحد المركزين الأولين. إنجاز سوريا وتعتبر مشاركة المنتخب السوري في الدور الحاسم من التصفيات بحد ذاتها إنجازا بسبب ظروف الحرب وصعوبة تجمع اللاعبين والإعداد الجيد. وخسرت سوريا بصعوبة أمام اوزبكستان بهدف في الجولة الأولى، ثم انتزعت نقطة من كوريا الجنوبية بتعادل سلبي في الثانية. ويفرض المنطق الكروي عدم ترشيح منتخب سوريا لانتزاع إحدى بطاقتي التأهل، لكن نقطة التعادل مع كوريا دفعت المدرب أيمن حكيم إلى رفع منسوب الأمل. وقال حكيم: «أريد أن أهنىء الشعب السوري على هذه النتيجة الجيدة، فرضنا التعادل على منتخب كوريا الجنوبية القوي، وقد عملنا بقوة من أجل تحقيق ذلك». وأضاف: «إذا واصلنا اللعب بهذه الطريقة فمن الممكن أن نحصد المزيد من النقاط، ومن يدري ما قد يحصل (...) هذه النتيجة ستمنحنا الثقة قبل خوض المباريات التالية، لا مبرر للخوف من أي منتخب في هذه المجموعة إذا واصلنا اللعب بذات الروح القتالية والتصميم». لكن المنتخب السوري كان محل انتقاد من قبل مدرب كوريا الجنوبية، الألماني اولي شتيليكه، الذي اشتكى من الأداء السلبي واعتماد إضاعة الوقت. لاعب قطري يبدي حسرته بعد هدف اوزبكستان نواف العابد