أظهرت دراسة أميركية حديثة، أن الأطفال البدناء الذين خفضوا كمية السكر، لاحظوا وجود تحسّن بعد 10 أيام فقط، في معدلات ضغط الدم والكوليسترول وعلامات أخرى للصحة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن الدراسة الجديدة مُوّلت من المعاهد الوطنية للصحة، ونشرت أول من أمس (الثلثاء) في مجلة «السمنة» الأميركية، إذ صمم العلماء تجربة سريرية في محاولة للإجابة عن الأسئلة التالية: هل السكر مضر بالصحة؟ وهل أن زيادة الوزن التي تأتي من استهلاك المشروبات السكرية والغازية والوجبات السريعة، تساهم على المدى الطويل في الإصابة بالأمراض؟ وأزال العلماء الأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف من مجموعة النظام الغذائي والوجبات الخاصة بالأطفال، واستبدلوها بأنواع أخرى من الكربوهيدرات، بحيث بقي وزن الوجبات والسعرات الحرارية «نفسه تقريباً». وبعد 10 أيام، أظهر الأطفال تحسناً كبيراً على رغم الخسارة الضئيلة أو المعدومة في الوزن. وأجريت الدراسة على 43 طفلاً، تراوحت أعمارهم بين تسعة و18 سنة، جميعهم بدناء أو يعانون على الأقل من مشكلة صحية واحدة، مثل ارتفاع ضغط الدم. وقال المشرف على الدراسة واختصاصي الغدد الصماء لدى الأطفال في مستشفى «بينيوف» في «جامعة كاليفورنيا»، روبرت لستيج، أن «السعرات الحرارية التي تخزن في الجسم من السكر قد تؤدي الى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، إضافة الى أمراض أخرى». وتم تقليل السكر في حمية الأطفال من نسبة 28 في المئة من مجموع السعرات إلى 10 في المئة، واحتوت الحمية على نسب الدهون والكربوهيدرات والسعرات الحرارية نفسها التي كان الأطفال يتناولونها في المنزل، وتم استبدال السكر بأطعمة أخرى مثل الخبز والحبوب والمعكرونة. وأظهر النظام الغذائي الجديد انخفاض ضغط الدم الانبساطي (ضغط الدم السفلي) خمسة مليمترات، وقلت نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول السيئ، وتحسنت وظائف الكبد. وأوصت اللجنة الاستشارية المعنية بالإرشادات الغذائية، الأميركيين بألا تزيد كميات السكر المضافة عن 10 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية التي يتناولونها. وخلص الطبيب لستيج وزملاؤه، إلى أن السكر عبارة عن «سُم»، بغض النظر عن مصدره، سواء من السكريات أو من زيادة الوزن. وقال لستيج أن «سعرات السكر الحرارية هي الأسوأ، لأنها تتحول الى دهون على الكبد، ما يؤدي الى مقاومة الأنسولين، والى خطر الإصابة بأمراض السكري والقلب والكبد».