في نهاية شهر يناير من العام المقبل سوف تنضم محافظة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي التي سوف تقدم إلى منظمة اليونسكو الدولية بترشيح من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة، وهو ترشيح في محله والانضمام في محله أيضا، ذلك أن هذه الواحة الوادعة لا تمثل أكبر واحة في العالم لإنتاج التمور فحسب، وليس إنتاجها من هذه السلعة الاستراتيجية هو أفضل إنتاج عالمي فحسب، بل هي كذلك أضحت منتجعا سياحيا من أهم المنتجعات بالمملكة. الأحساء بها مقومات لصناعة سياحية واعدة سوف يكون لها شأن كبير في المستقبل المنظور، ذلك أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة تولي هذه الواحة عناية خاصة وتنفذ فيها سلسلة من المشروعات السياحية المهمة بالتعاون مع كافة المرافق والهيئات ذات الصلة بدعم الحركة السياحية في الأحساء وتشجيعها واستثمارها، وقد نجحت الهيئة أيما نجاح بتسجيل هذه الواحة الجميلة كموقع سياحي مهم في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو الدولية. ويجئ هذا التسجيل اعترافا وعرفانا بما تملكه هذه الواحة من خلفيات ثقافية وتاريخية وحضارية سوف تؤهلها مجتمعة لخوض غمار الصناعة السياحية كمرفق مهم رغم أن هذه الصناعة وليدة بالمملكة، ولاشك أن شركاء الهيئة يشكرون في توفيرهم البيانات اللازمة التي ساعدت على التسجيل والترشيح، فهم فئة فاعلة في ترسيخ مبادئ الصناعة السياحية في هذه الواحة الخضراء. ولاشك أن التسجيل والترشيح يمثلان في حد ذاتيهما هدفا مهما لإبراز القيمة الطبيعية والتراثية لواحة الأحساء التي تعد من أكبر الواحات الزراعية في العالم، بل هي أكبر واحة لإنتاج وزراعة أجود أنواع التمور، وقد تنامت مساحتها الزراعية وتوسعت بعد قيام مشروعات الصرف والري فيها، وهي مشروعات تستهدف المحافظة على مياه الري وضخها إلى المزارع بطرق علمية وتصريف مياه المزارع بطرق علمية أيضا. والواحة بها العديد من المرافق والمواقع الطبيعية والتاريخية التي أهلتها بالفعل للانضمام إلى تلك القائمة العالمية، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قصر إبراهيم وقصر صاهود وقلعة محيرس والمدرسة الأميرية التاريخية وبيت البيعة ومسجد جواثا الأثري حيث أقيمت فيه ثاني صلاة جمعة في عهد رسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام وكهوف جبل القارة وقنوات الري وكتلة النخيل وبحيرة الأصفر وعين نجم ذات المياه الكبريتية وشاطئ العقير وغيرها من المواقع السياحية المهمة. هذه المواقع أهلت الأحساء بالفعل للانضمام إلى تلك القائمة فهي أكبر واحة مروية في العالم وتمتلك إرثا تاريخيا ومقومات طبيعية حولتها إلى أعجوبة من عجائب الطبيعة في العالم كما أن بها من المخطوطات والمخرجات ما يدعم حالة التفرد والإبداع في هذه الواحة الجميلة التي تشهد اليوم سلسلة من المشروعات السياحية المهمة بتعاون وثيق بين إمارة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة. اكتمال ترشيح هذه الواحة للولوج إلى تلك القائمة العالمية اقتضى من المختصين استعراض الخرائط الخاصة بالمواقع التاريخية المهمة لاسيما في الواحتين الشرقية والشمالية بالأحساء وكذلك الوقوف على موقع جواثا الأثري وبحيرة الأصفر ومواقع وسط الهفوف الأثرية وسوق القيصرية وكافة الأبنية والمواقع الأثرية الكبرى كقصر خزام وعين قناص وغيرهما من المواقع الأثرية التاريخية. ولاشك أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – سعت باستمرار للاهتمام بهذه الواحة الوادعة وأولتها عناية خاصة تجلت في مشروعات الحد من التآكل وزحف المباني، والمشروعات الخاصة بترشيد المياه، وهذا يعني فيما يعنيه استدامة التنمية في هذه الواحة والولوج بمشروعاتها لصناعة سياحة واعدة سوف يكون لها الأثر الفاعل في تغيير ملامح هذه الواحة إلى الأجمل والأفضل والأمثل بفضل الله وعونه وتوفيقه.