أعلنت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية سيلفيا ماثيو بارويل حالة الطوارئ في بورتوريكو بسبب انتشار فيروس «زيكا» على نطاق واسع فيها ما يشكل «تهديدا كبيرا» للصحة العامة. وجاء هذا البيان بناء على طلب اليخاندرو جارسيا باديلا حاكم بورتوريكو، حيث ينتشر فيروس «زيكا» بشكل سريع مهددا مئات النساء الحوامل وأطفالهن والنساء في سن الحمل. وسيسمح هذا الإعلان لوزارة الصحة الأمريكية بتقديم دعم إضافي لحكومة بورتوريكو لمعالجة تفشي الفيروس في الجزيرة. وحتى 12 أغسطس آب كان لدى وزارة الصحة في بورتوريكو 10690 حالة إصابة ب «زيكا» أكدتها المختبرات تشمل حالات إصابة في 1035 امرأة حاملا. ومن المعتقد أن عدد حالات الإصابة الفعلية أكبر لأن معظم المصابين ب «زيكا» لا تظهر عليهم أعراض وربما لا يسعون لإجراء اختبارات. من جهة ثانية، حولت الحكومة الأمريكية 34 مليون دولار إلى المعاهد الوطنية للصحة و47 مليون دولار إلى هيئة البحوث الطبية الحيوية المتقدمة للعمل على إنتاج لقاح للعلاج من فيروس «زيكا». جاء الإعلان في رسالة من وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية سيلفيا بورويل إلى نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي. وقالت الوزيرة: إن التمويل يهدف إلى مواصلة الأبحاث لإنتاج لقاح للعلاج من «زيكا» رغم الافتقار إلى التمويل من المشرعين الأمريكيين، الذين دخلوا في عطلة صيفية قبل تخصيص أي أموال لجهود مكافحة الفيروس. وكانت طائرة قد حلقت على ارتفاع منخفض في سماء ميامي الاربعاء الماضي لرش مبيدات حشرية للقضاء على البعوض، الذي يحمل فيروس «زيكا» بعد يوم من إعلان حاكم فلوريدا عن حالات جديدة للإصابة بالمرض وطلب مساعدة أكبر من واشنطن لمكافحته. وانتشر المرض سريعا إلى أكثر من 50 دولة ومنطقة منذ ظهوره لأول مرة في العام الماضي بالبرازيل. وكانت فلوريدا هي أول ولاية تؤكد انتقال الفيروس محليا في الولاياتالمتحدة عن طريق لدغات البعوض، لكن مسؤولين في قطاع الصحة يتوقعون انتشارا أكبر للفيروس في ولايات جنوبالولاياتالمتحدة. وقال حاكم فلوريدا إن هناك أربع حالات إصابة جديدة بمرض «زيكا» بسبب لدغات بعوض وحث الكونجرس على استدعاء المشرعين من عطلتهم للموافقة على تمويل إضافي لمكافحة فيروس «زيكا». وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة: إن «زيكا» يمكن أن يتسبب في تشوهات خلقية للأجنة في حالة إصابة امرأة حامل. من جهة أخرى، يوصي علماء في البرازيل يدرسون احتمال وجود صلة بين الإصابة بفيروس «زيكا» في الرحم وحدوث عيوب خلقية بالغة في مفاصل الأطفال حديثي الولادة إلى أهمية إدراج تلك العيوب ضمن الحالات، التي يجري مراقبتها. وفي تحليل لحالات سبعة أطفال يعانون تشوها في المفاصل، قال الباحثون: إن تلك العيوب -المعروفة باعوجاج المفاصل- ربما تكون نتيجة تأثير فيروس «زيكا» على الخلايا العصبية المعنية بالحركة وهي الخلايا، التي تتحكم في انكماش العضلات أو انبساطها. وفي كل الحالات السبع كانت الأم مصابة بفيروس «زيكا» أو بطفح جلدي يشبه أعراض الإصابة ب «زيكا» أثناء فترة حملها أو أنها وضعت طفلا لديه رأس صغير على نحو غير طبيعي. ولكون هذه الدراسة الأخيرة - المنشورة في صحيفة بريتيش ميديكال جورنال- لا تمثل سوى ملاحظات بحثية عن حالات سابقة من عيوب المفاصل، فإنها لم تتوصل لاستنتاجات ثابتة عما إذا كان «زيكا» سببا مباشرا في تلك التشوهات. لكن العلماء ومقرهم مدينة ريسيفي البرازيلية، حيث انتشرت عدوى «زيكا» قالوا إن هذه الحالة ربما كانت متصلة بالطريقة، التي يؤثر بها «زيكا» على المخ والطريقة، التي تحمل بها الخلايا العصبية المعنية بالحركة إشارات لعضلات الطفل أثناء وجوده في رحم أمه. وقالت فانيسا فان دير ليندن الباحثة في رابطة مساعدة الأطفال المعاقين، التي قادت الدراسة: إنه إذا كانت الإشارات ضعيفة أو غير طبيعية بشكل أو بآخر، فإن هذا قد يؤدي إلى اتخاذ الجنين وضعا ثابتا داخل الرحم ومن ثم تشوهات في مفاصله. وأضافت في اتصال تليفوني: «لا نعرف على وجه اليقين لكنا نعتقد أن هناك مشكلة في الخلايا العصبية المعنية بالحركة وأن التلف الحادث مرتبط على الأرجح بالفيروس... نحن بحاجة لدراسة المزيد من الحالات لفهم هذا على نحو أفضل».