التقنية نعمة من النعم التي أنعم اللهُ بها علينا لكنها للأسف الشديد سرعان ما تتحول إلى نقمة، وحتى لا نظلم التقنية، نحن سبب ذلك التحول السلبي وليست التقنية، أصبح كل شخص يحمل هاتفا ذكيا عبارة عن قناة تلفزيونية متكاملة وجاهزا للإنتاج والفبركة والتهريج والمونتاج! ما حدث مع التسجيل (المسرب) لأم عبدالعزيز الذي أرسلته لمجموعة خاصة من قريباتها يجب ان يكون درسا يستفيد منه الجميع، وسوف أحاول جاهدا أن أذكر فيما يلي بعضَ هذه الدروس: 1- خيانة- قد تبدو كلمة قوية لكنها فعلا (خيانة) وليس لها تفسير آخر، لقد خانتها من سربت التسجيل وكانت السبب في انتشار المقطع من نطاق عائلي ضيق (ملموم) الى الفضاء المفتوح، لقد انتشر التسجيل انتشار النار في الهشيم وسرعة الانتشار في هذا العالم المفتوح ليست سلبية مطلقة ولا إيجابية على طول الخط، يعتمد على نوعية الرسالة، هناك من سمع المقطع الصوتي ومن ثم مسحه من باب، استر على الناس يستر الله عليك، هؤلاء الناس يتمتعون بنفوس راقية وأخلاق من ذهب، ربنا يكثر من أمثالهم ويستر عليهم في الدنيا والآخرة، وهناك من تشمّت، ربنا يهديهم ولا يجعلهم شماتة لغيرهم!، وهناك من سجل رسائل صوتية معادية مليئة بالشتم وأقبح الاقوال وتمادى في الدعاء عليها بأن لا يبارك الله لها في زواج أبنائها! 2- تسامح- لماذا لا وجود للتسامح في (قواميس) البعض وتبني العذر لمن قد يصدر منه كلمة هنا أو هناك، معقولة مجرد كلمة واحدة في تسجيل مطول حول ترتيبات عرس أبنائها الذي كانت حريصة عليه، خصوصا وكما يتضح من التسجيل انها قد مرت بتجربة سابقة غير موفقة، عندما قالت (البدو)، وأنا وكل عاقل ضدها وضد كل من ينتقص غيره من القبائل او المذاهب او الجنسيات، فأنا بدوي أبا عن جد وأقول، سامحها الله، نعم لقد خانها التعبير ولم توفق عندما قالت ما قالت، ولكن أين العفو والتسامح وخاصة ونحن للتو ما زلنا نعيش أجواء شهر الصوم، شهر الرحمة والغفران، هل نسينا دعاءنا (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا)؟ 3- التسجيل الصوتي، يجب ان لا نتهاون في استخدام الرسائل الصوتية، وأول من أوجّه له هذه النصيحة من خلال هذه الرسالة هو (أنا) لأنني أكثر من يستخدم الرسائل الصوتية في المجموعات لدرجة انني احياننا اشعر انني اتحدث مع مجموعات الواتس أكثر مما اتحدث في الواقع!، والزميلات والزملاء في جريدة اليوم شهود على ذلك، لأنه كلما نسترسل في التسجيل الصوتي ربما يصدر منا كلمات قد تترجم الى معان غير التي قصدناها، وهنا نقول لو كانت رسالة أم عبدالعزيز كتابية لهانت عليها ردود الأفعال التي لا أشك أنها قد أفسدت عليها فرحتها بزواج أبنائها! 4- أفراد المجموعات (الواتسابية)، كل منا مسؤول أمام الله على كل رسالة يمررها خارج المجموعة دون إذن صاحبها ومن يخل بذلك يحتج إلى جرعات أخلاقية، لأنه أحياننا يكون هناك نقاشات في المجموعة الواحدة، وقد يتقبل الجميع في تلك المجموعة (الشطحات والنطحات) ولكن الطامة في تمرير الرسالة لخارج المجموعة. ختاما، هناك ميثاق أخلاقي لمجموعات الواتس آب للأسف أغلبنا يجهله ولابد ان نتعلمه ونعلمه، لسنا ملائكة وغيرنا ليسوا شياطين، وكلما حرصنا على ستر غيرنا وفقنا الله بأناس يسترون علينا.