العفو والتسامح من القيم الراسخة في وجدان الشعب السعودي النبيل لأنها قيم تنبع من الإسلام وشريعته الغراء وهنا موطن الرسالة وانطلاقها إلى العالم أجمع فليس غريباً أن تكون هذه البلاد قدوة في العفو والتسامح. والعفو في حد ذاته لا يتم الا من نفس مؤمنة بقضاء الله وقدره. وهناك نماذج كثيرة من العفو وخاصة في القتل ، وضرب ذوو المقتولين أمثلة فريدة في العفو والتسامح لوجه الله وابتغاء الثواب والأجر منه سبحانه وتعالى ، وهو نهج اضافة إلى انه مستمد من الشريعة فإن القيادة الرشيدة تدعو إلى تطبيقه على أرض الواقع ، فالفقد غالٍ وخاصة إذا ما تم هذا الفقد عن طريق القتل ولكن النفس المؤمنة تتطلع دائماً إلى ما عند الله مهما كان الجرم في حقها كبيراً فما عند الله خير وأبقى. والعفو يعني السمو فوق ما حدث وهو قيمة نبيلة قال عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله خلال استقباله أيده الله أمس لوالد القتيل عواد بن حمود بن نايل وأسرته بمناسبة عفوهم عن قاتل ابنهم (هذا يرفعنا ويرفع الشعب السعودي كله ويرفعكم عند الرب عز وجل لأن هذا عمل أخلاقي وبطولي وإنساني ، وعملكم هذا إن شاء الله كل مسلم يصير عليه مثل هذا الحادث يحذو حذوكم إن شاء الله). وبالفعل إن ما قام به ذوو القتيل خير قدوة للآخرين لذلك ليس غريباً أن يأتي تكريم خادم الحرمين لوالد القتيل بتقدير رفيع هو وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى .. وهذا تقدير كريم من القيادة لكل عمل عظيم وليس هناك أعظم من العفو. وعند الله الأجر العظيم ، ونأمل أن يكون بحق في هذه الخطوة الشجاعة قدوة لكل من يمر بمثل هذا الموقف العصيب ليدرك أن العفو قيمة كبرى.