بِحوار (ديودراما) بين ممثلين اثنين فقط، قدمت فرقة «آي قود للإنتاج الفني» مسرحية «ثلاثة اثنان» من تأليف أحمد يعقوب وإخراج أحمد كاملي على مسرح إدارة النشاط بالطائف، وذلك ضمن نشاط الجنادرية المسرحي. تناولت المسرحية بكل أحداثها أن «الوطن لا يرضخ للسلاح، بل كل الأوطان تبقى دائمة في ضخ الحب لشعوبها»، حيث جسد الممثلان احمد يعقوب والحسين خواجي صراع المسرحية التي رافقتها لغة راقية وبسيطة جدا، فيما أبدع مرتجى الحميدي بتصميم إضاءة وسينوغرافيا العمل، الذي دارت قصته حول «مذيع» أجبر على قول ما يملى عليه تحت رعونة السلاح، فيما شخص آخر معه في ذات المحطة يجد حلولا للخلاص من «رعب الخيانة». وفي الندوة النقدية الخاصة بالعرض، والتي أدارها الفنان صقر القرني، طرح قال الأمسية من الامارات العربية المتحدة الناقد عمر غباش : «كيف يمكن للمواطن العربي أن يصل إلى الحقيقة في ظل ما يدور حوله من أحداث تشتت العين وتثبط الطاقات وتقبض القلوب، أسئلة كثيرة يطرحها النص المختزل القصير في صفحاته والطويل في تأملاته، أداء الممثلين الهادئ ساعد في إيصال فكرة المسرحية بشكلٍ جيد، لكن اللحظة الأخيرة من قراءة البيان، حينما بكى المذيع فقدت المصداقية، ومشهد الصراع الأخير كان فيه بعض الصراخ الذي لو قدم بأداء داخلي لكان أفضل، كما أن انتقال المذيع من بقعته إلى بقعة الآخر لم تخدم المشهد، ولو بقيا كلاً في جانب وتم اللعب على الإضاءة لكان أعمق وأجدى، كان هناك نهايات كثيرة ليتها اختصرت إلى واحدة، ولا نغفل تجاوب الجمهور مع العرض فقد كان جيداً». سفر الهوامش العرض الثاني الذي قدمه نادي المسرح بجامعة الطائف كان يحمل هموم المسافرين على الهامش، النص الذي ألفه فهد ردة الحارثي وأخرجه مساعد الزهراني وحمل عنوان «سفر الهوامش» من بطولة عبدالله هوساوي، حاتم الطويرقي، عمر المالكي، بدر الغامدي، عزام النمري، الفيصل الحارثي، إضاءة شاكر بيك، وصوت مطر السواط، وإشرف الدكتور بندر البقمي. طرح هذا العرض مشكلة اللاجئين الذين يسافرون نحو الأمان، ويبحثون عن كل أسباب الحياة، لتأخذهم الرحلة في حالة من التحولات برغبة منها ودون رغبة، كذلك تتحول إلى شخصيات هامشية لا دور حقيقي لها، لتبحث بعدها في فراغ هذا الهامش عن دور حقيقي، لتعود فيما بعد للصفحة مرة أخرى بعد أن فقدت الثقة في ذلك. بعد العرض أقيمت ندوة نقدية أدارها الفنان صقر القرني وقدم قراءتها الكاتب المسرحي ناصر العُمري الذي قال: «لماذا الهامش؟ يبرز هذا السؤال كمفتاح قرائي مهم، لعل هذا السؤال الافتتاحي المهم يقودنا إلى تتبع الهامش تاريخيا في رحلة الوجود الإنساني، والذي لم يستطع أن يكون غير هامش بصفته ملحقا للمتن ردحا من الزمن، هذا ما يجعل جدلية (المتن والهامش) ممكن مسرحيا، خصوصا وأن المسرح فن يقوم على الجدل». وأضاف العمري: «مجمل القول إن العرض لم يكن فقط يجسد ويشخص هامشية الأمة العربية، بل كان أيضاً رسالة مهمة واعية للشباب من حيث ما نعتقده هامشا قد يتحول إلى متن ويصبغنا بصبغته، والانعتاق منه قد يحتاج جهدا مضاعفا جسده الخط الأحمر بدلالاته اللونية، لكنه حتما بالإمكان تجاوزه، هذه إضاءات بين يدي جمالية وفرجوية عشناها وأتاحت لنا لذة مشاغبة هذا العرض، كما أتمنى أن تكون هذه القراءة متناً أو على الأقل أن تكون قد استطاعت هز المتن الذي شكله عرض سفر الهوامش». بعد ذلك، عقّب الكاتب محمد السحيمي: «جمالية العرض تكمن في قدرة مساعد من الانسلاخ من هذا النص الذي كان فيه ممثلاً عندما أخرجها أحمد الأحمري، ثم حوله إلى عرض مسرحي متماسك وقادنا فيه إلى القول بأن مسرح الطائف مسرح ولّاد، فهو يستمر في خلق العديد من الشخصيات القادرة على قيادة الحراك المسرحي محلياً». عروض اليوم يقام اليوم الاربعاء عرضان مسرحيان، الأول في تمام السابعة والنصف مساء على مسرح إدارة النشاط الطلابي بعنوان «سجين صادق»، من تقديم جامعة جازان تأليف عبدالعزيز بحيص وإخراج أيمن مطهر. اما العرض الثاني فيقام في تمام الساعة التاسعة مساء على مسرح قاعة فهد ردة بجمعية الثقافة والفنون بالطائف بعنوان «بعيدا عن السيطرة» من تأليف فهد ردة وإخراج سامي الزهراني وتقديم جمعية الثقافة بالطائف. الصراع على طاولة مسرحية «ثلاثة اثنان»