شيعت الأحساء، عصر أمس، أول شهدائها في الحد الجنوبي إلى مثواه الأخير، ابن الوطن البار الشهيد صادق إبراهيم العواد، الذي استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني في الحد الجنوبي، بينما أصيب قبل 4 شهور وبعد شفائه عاد مجددا للذود عن وطنه مرة أخرى حيث أمنيته الشهادة. حيث ووري جثمان الشهيد في مقبرة بلدة الفضول، بعد أن أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه، بحضور جمع غفير توافدوا للمشاركة في التشييع والدفن من أهالي البلدة ومدن الأحساء وأمّ المصلين الشيخ علي النظام. وكان جثمان الشهيد وصل ظهر أمس إلى مطار الأحساء الدولي، وفور انتشار موعد خبر التشييع الذي تم تداوله بسرعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية، توافدت جموع المواطنين من مختلف مدن وبلدات الواحة للوقوف إلى جانب أسرة الشهيد الذي قدم نفسه تلبية لنداء وطنه المقدس. وينتمي الشهيد صادق «42»عاما، الذي يعيش في بلدة الفضول شرق الأحساء، إلى عائلة اختارت أن يكون جميع أبنائها يعملون ضمن القطاع العسكري؛ إيمانا من العائلة بشرف هذه المهنة، وللذود عن حدود الوطن، حيث يشاركه أشقاؤه عمّار، ونوح، ويوسف، شرف حماية الوطن، وكان الشهيد قد أصيب قبل 4 أشهر في الحد الجنوبي وبعد شفائه عاد لواجب الدفاع عن الوطن مرة أخرى، وهو يرتدي ثوب الشجاعة والإصرار على حماية الحد الجنوبي، بينما كانت آخر زيارة للشهيد لعائلته قبل أسبوعين من استشهاده، وقد ترك الشهيد خلفه 6 من الأبناء بينهم بنت واحدة، وأكبرهم سنا محمد عمره «19» ربيعا، ويدرس في جامعة الباحة، وأمله أن يتم نقله إلى جامعة الملك فيصل بالأحساء، تقديرا لظروف العائلة بعد استشهاد والده، ولرعاية أسرته وأشقائه الصغار. في حين أجمع أهالي الفضول على حب «صادق»، الذي يبادلهم الحب، مشيرين إلى أنه يتمتع بأخلاق عالية. فيما أكد والده الذي امتزجت دموع فرح الشهادة بالحزن على فراق ابنه صادق، أن ابنه الشهيد كان بارا بوالديه، وكان يتمنى الشهادة دائماً، ويخبر المقربين له، وقد استجاب الله دعاءه، داعيا ذوي الشهداء جميعا إلى الصبر والدعاء، مشيرا إلى أنه تلقى خبر استشهاده بحمد الله، حيث انتقل إلى جوار ربه شهيدا وهو يذود عن أرضه خلال أدائه الواجب الوطني، مضيفا إن جميع أبنائه فداء للوطن.