كشف ل «اليوم» البروفيسور عائض القحطاني أستاذ واستشاري جراحة السمنة والمناظير بجامعة الملك سعود ومدينة الملك فهد الطبية ان حالة الشاب خالد شاعري مستقرة وطبيعية، بعد أن فقد 521 كيلوجراما من وزنه السابق الذي سجل رقماً قياسيا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ب 610 كيلو جرامات كأسمن رجل في العالم، وذلك بعد سلسلة من التدخلات الطبية والجراحية وإعادة تأهيله ليصل وزنه أخيرا ل 89 كيلو جراما. وأوضح «القحطاني»، في تصريح ل«اليوم»، ان الشاب خالد كان يعاني منذ طفولته من زيادة إفراز الأنسولين في البنكرياس والذي يتسبب للمواليد بهبوط في السكر وأحيانا يؤثر على الدماغ حيث أجريت له عملية استئصال البنكرياس بعد عام من ولادته واستمرت حياته بعد ذلك بشكل طبيعي ولكن كان وزنه يزداد تدريجيا وفي الآونة الأخيرة قبل ثلاث سنوات من العملية اصبح مقعدا على السرير وهو يسكن وأسرته في شقة في دور ثان في جازان وزنه وصل إلى 610 كيلوجرامات، وأصبح ينام على سريرين لتوزيع جسده عليهما وكانت والدته حريصة عليه وتعتني به لتنظيف جسده حتى لا تصيبه تقرحات في الجلد، حتى كان يقضي حاجته على السرير وخلال ثلاثة أعوام لم يخرج من المنزل. وأضاف القحطاني: في عام 2013 وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بنقل وعلاج الشاب شاعري في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض وتوفير الرعاية اللازمة له، حينها لم يكن احد يصدق ان هناك حلولا ممكنا تقديمها لهذا الشاب، ولإيماني بان الله قادر على أن يجعلنا أسبابا لحل الكثير من مشاكل هذا الشاب ابن ال 22 ربيعاً حينها، بحلول منظمة ومخطط لها، حيث تم تشكيل فريق طبي مكون من 30 طبيبا ومختصا ودراسة العوائق والصعوبات لنقله وعلاجه والتي استمرت لمدة ستة أشهر من أجل التخطيط، وكان من ابرز العوائق كيف يتم البدء بعلاجه في منطقة جازان لانقاص وزنه وعلاج مشاكل التنفس والسكر، حيث كان حمله ونقله من المكان الموجود فيه شبه مستحيل، وكيف سيتم التعامل معه في مدينة الملك فهد الطبية من حيث السرير والمداخل ورفعه من سرير إلى آخر، وغيرها من العوائق. وتابع «القحطاني» بعد التخطيط وتحديد العوائق تم الاجتماع مع القطاعات المعنية، الدفاع المدني، النقل والإسعاف، وإدارة المدينة الإدارة الهندسية، قطاعات أخرى للتنسيق، حيث كانت الخطوة الأولى عمل جسر من المنزل في الدور الثاني وهد احد الحوائط في المنزل ونقله برافعة خاصة تابعة للدفاع المدني وإنزاله بطريقة معينة ونقله للطائرة التي تم إحداث تغييرات خاصة فيها لتستوعب الحجم الكبير للشاب خالد وتم ولله الحمد نقله بأمان إلى مدينة الملك فهد الطبية وكانت أولى الخطوات الناجحة، وعند وصوله لمدينة الملك فهد الطبية تم إحداث بعض التغييرات الخاصة من سرير خاص يستوعب حجمه. وأردف «القحطاني» قائلا: بعد أن نجحنا في نقله للمدينة الطبية كانت الخطوة الأولى في علاجه بتشخيص كافة المشاكل الصحية في القلب والتنفس والجهاز الهضمي والغدد والعضلات والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل النفسي ومن ثم بدأ العلاج حيث كانت الخطة الأولى إنزال وزنه بطرق غير جراحية وتم نزول 170 كيلو في المرحلة الأولى خلال ثلاثة أشهر تقريبا قبل العملية من خلال علاج مكثف حيث تم وضع حارس خاص على غرفته لمعرفة ما يدخل ويخرج من غرفة خالد ولم يكن أمامنا خيار إلا النجاح أو الفشل، بعدها قررنا الدخول إلى العمليات الجراحية بطريقة مخططة حيث تم وضعه برافعة خاصة على طاولتين في غرفة العمليات تتحملان الوزن وكان وزنه عند إجراء العملية 450 كيلو، وتم إجراء العملية والعملية كانت عبارة عن تكميم ولم تكن سهلة على الإطلاق ولكن كان مخططا لها بدقة شديدة حيث كان حجم الكبد كبيرا جداً ووصل إلى مستوى الحوض وكان هذا أصعب ما في العملية إضافة إلى الالتصاقات من عملية البنكرياس في سنته الأولى بعد الولادة واستغرقت العملية ساعة فقط. وأشار «القحطاني» إلى انه دخل فترة نقاهة بعد العملية وكان الهم الأكبر أن لا يستمر على التنفس الصناعي، حيث إن بعض الحالات تتدهور مع الوقت وتم إزالة التنفس الصناعي ولله الحمد وتم إعادته إلى الجناح الخاص به واستمر على العلاج المكثف والتأهيل وبعد قرابة عام استطاع المشي بعد إعادة التأهيل وتقوية العضلات والمفاصل التي كانت تعاني من عدم تحريك خلال مدة ثلاث سنوات وكانت فترة إعادة التأهيل كبيرة جدا، وبعد ذلك عاد إلى منزله في جيزان وهو الآن وزنه 89 كيلو وبصحة جيدة و ا يوجد أي تأثير على حياته المستقبلية ونعمل حالياً على إعادة قوامه من خلال عمليات تجميل الجسم نتيجة الترهل، مشيراً إلى أن والدة خالد كان لها دور كبير في علاج ابنها وهي التي كانت تعتني به وتنظف جسده حتى لا يصاب بتقرحات في الجلد وكانت حريصة عليه. وقال «القحطاني» إن كان هناك شكر ودعاء فهو لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - رحمه الله - الذي كان له الفضل بعد الله في علاج هذه الحالة الإنسانية وكان له دور كبير في تغير مجرى حياة شاب في مقتبل العمر، ثم الشكر لكل الفريق الطبي الذي شارك في العلاج والتأهيل، ولوالدته التي كانت تعتني به ولكافة أفراد أسرته لتعاونهم. من جانبه تحدث الشاب خالد شاعري عن تجربته قائلا: أنا سعيد لما وصلت اليه بوزن 89 كيلو جراما بعد معاناة طويلة امتدت لسنوات لم تكن سهله بوزن 610 كيلو جرامات أعاق حركتي لسنوات، وهنا لا يسعني الا ان ادعو لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرحمة والمغفرة لتوجيهه بنقلي وعلاجي في مدينة الملك فهد الطبية وان يجعل ذلك في ميزان اعماله، كما اقدم شكري للبروفيسور عائض القحطاني ولكافة الفريق الطبي لما بذلوه معي، ولوالدتي ولوالدي على مساندتهم لي ووقفتهم بجانبي طوال هذه الفترة الصعبة ولكافة أقربائي وأبناء الوطن على دعواتهم الصادقة. الشاب شاعري خلال عملية نقله للمستشفى عناية طبية كاملة تلقاها الشاب خالد شاعري