اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي من منتصف الاسبوع الماضي بالراتب وتأخره بعد فترة انتظار طويلة امتدت من العشرين من رمضان الى الخامس والعشرين من شهر شوال أي بما يقارب 35 يوماً تخللتها التزامات عيد الفطر وارتفاع فواتير الكهرباء مع بداية الصيف ومستحقات أجهزة الاتصال. وتندر الظرفاء بصور لأشخاص ينامون بجوار أجهزة الصرف وآخرين يأكلون الخبز الحاف، وبعضهم كتب أن اليوم 92 من شهر شوال! وتلتها مقاطع لشعراء اللحظة يهجون شهر شوال الطويل فكتب أحدهم: «الله يا شوال شولت فينا.. ما فيك راتب ولا فيك مرباع». واذا كُنا ما زلنا نؤمن بمقولة «اصرف ما في الجيب يجيك ما في الغيب» فستكون السنة كلها شوال. غالبية المجتمع والموظفين محدودي الدخل ليس لديهم آلية للادخار، نشتري ما يعجبنا وليس ما نحتاجه، نتحمل التزامات فوق مستوى دخلنا، نسرف بالأكل واللبس والسفر، نبحث عن القروض لأجل حل مشكلة والوقوع في مشاكل ليس لها أول ولا آخر، ما زلنا نعتقد أن السيارة وسيلة لإثبات الشخصية والوجاهة وليست وسيلة مواصلات وأن الهاتف الجوال هو الاحدث وليس ما يفي بالتزامنا! فكرة الادخار وتنويع مصادر الدخل والاقتصاد في الكماليات معدومة، والدليل أنا وأنت عندما يتبقى على الراتب أيام نحاول أن نصرف المتبقي من الشهر الفائت لنستقبل الدخل الجديد! ولهذا أثر تأخير الراتب على معظم الموظفين في القطاعين العام والخاص خاصة وأن الشهر الميلادي يتماشى مع الشهر الهجري، وسيعاد نفس مسلسل عيد الفطر مع عيد الاضحى وما يعقبه من التزامات للمدارس، كُنت قد كتبت فكرة منذ عشرين عاما بزاويتي «بالسنارة» في هذه الجريدة قُلت لو أن القطاع الخاص يقطع من راتب الموظفين 5 فى المائة ويضاف المبلغ المستقطع لراتبي العيدين بالتساوي 2.5 لأمكن حل جزء من مشكلة «الزنقات» وجاءت ردود العديد بين مؤيد ومعارض، وهُنا أعود لطرح الفكرة ولتكن اختيارية للموظف لعلها تسهل على من لا يستطيع التحكم بمدخراته أن تعينه على الادخار. ولا مانع من تشجيع الصناديق التعاونية «كما هو معمول به لموظفي هذه الجريدة وعدد من الشركات والمؤسسات» والجمعيات بين زملاء العمل الواحد، تشجيع طريقة الشراء إلى أجل لالتزامات الاسر الهامة بدون فوائد، وبهذا يكون الموظف هو ابن المؤسسة او الشركة وهو ما يولد به روح الانتماء والانتاجية بشكل أكبر. تشجيع ودعم الأسر المنتجة لا أخفيكم أنني مع هذه المجموعة «الخيرة» التي كانت تمر على أجهزة الصراف وتنظر اليها بحسرة، ولكني كُنت أتذكر من لاعمل له ولا راتب ينتظره فاحمد الله على نعمته التي أنعم الله بها علي، أتذكر المحتاج والعاجز واليتيم والارامل ومن هُم بحاجة الى كيس الدقيق.. فتذكروهم معي ولا تنسوهم ولو بجزء بسيط واطلبوا من الله البركة وليس الكثرة. والله المستعان.