الحمد لله على قضائه وقدره، والحمد لله الذي يجزي على الصبر خير الجزاء. فقدنا رجلا له في القلب مكانة وله في العلم كيانه وله في الوطن وفاؤه أخي وصديقي الدكتور عبدالله العسكر. ما أصعب الفراق يا أبا نايف وما أعظمها من مصيبة، كنت الرجل العصامي الذي نذر وقته لخدمة العلم وبالتالي خدمة الوطن الغالي، كنت صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياك عندما نتحدث معك، كان طبعك هدوء العالم المتمكن، وكانت أقوالك ومعرفتك بتاريخ هذه الأمة التي فضلها الله على كثير من خلقه، نذرت نفسك من أجل هدف سامٍ خدمة لتاريخ أمتك فكنت المرجع لكثير من أمور التاريخ. كنت الرجل المتواضع وصاحب الأخلاق المميزة حتى أحبك الجميع. لم يقتصر عملك على أن تكون استاذاً في الجامعة، بل عضواً فاعلاً في مجلس الشورى إلى جانب رئاستك وعضويتك للعديد من المؤتمرات والندوات، تشرف في الملتقى الثقافي وذلك قبل فترة بأن تكون أحد فرسان إحدى ندوات الملتقى التاريخية وكانت ذكرى نعتز بها. لقد حزنت لفقدك لعدة أمور منها: قرابتك وصداقتك وعزاً لعمتي الغالية أم محمد ولزوجتك الفاضلة ابنتي أم نايف ولابني الغالي نايف. حزنت لأن الجامعة سوف تفتقدك ولكنك تركت لنا إرثاً لن ننساه من الأخلاق والقدوة الحسنة والعلم الذي قضيت حياتك من أجله. رحمك الله وأثابك وجعله في موازين أعمالك. وأرجو الله الكريم رب العرش العظيم أن ينزل الطمأنينة على أهلك ومحبيك وأن يجمعنا في دار كرامته. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.