دشنت أرامكو أمس الخميس، أكبر منصة لأعمالها البحرية، التي تم تصنيعها في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وسيتم تثبيت المنصة في حقل المرجان المغمور بمياه البحر، حيث ستستقبل المنصة إنتاج 8 منصات بحرية أخرى تحتوي على آبارٍ للزيت، وسيتم نقله عبر الأنابيب إلى المعمل رقم 2 لفرز الغاز من الزيت في حقل المرجان. كما ستعمل المنصة على توزيع الجهد الكهربائي الذي يصلها إلى المنصات الثمانية نفسها عبر كابلات كهربائية مثبتة تحت سطح البحر. وقال النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية في أرامكو، المهندس أحمد السعدي: «إن تدشين هذه المنصة الهائلة، التي يبلغ وزنها 3500 طن يمثل إنجازاً كبيراً لاستراتيجية أرامكو الرامية إلى تطوير مواردها النفطية البحرية. وفي إطار برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية للمملكة «اكتفاء»، سيساعد هذا المرفق في بناء ودعم قدرات التصنيع المحلية. ومن خلال إقامة مثل هذه الشراكات الإستراتيجية مع المصنعين المحليين، تُظهِر أرامكو للعالم أن شركات التصنيع المحلية تتمتع بكفاءة عالية». ويمثل تصنيع «منصة المرجان تي بي-9» جزءاً من مقاولة أسندت لاتحاد شركتي «سايبم» و«ستار» في إطار برنامج أرامكو للمحافظة على مستوى الإنتاج في الحقول المغمورة. وتشمل المقاولة أيضاً تصنيع وتركيب 4 منصات لإنتاج النفط وما يرتبط بها من خطوط الأنابيب والكابلات الكهربائية. وقد تم تصنيع هذه المنشأة العملاقة، في مقر شركة «ستار» لبناء المنصات البحرية. وتعد شركة «ستار» ثمرة مشروع مشترك بين شركة سايبم وشركة الطاقة والرشيد للأعمال البحرية المحدودة، التي أنشأت في عام 2007 بدعم مباشر من أرامكو. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة «ستار» عبدالله الرشيد، «بالإضافة إلى تعزيز أهداف أرامكو الداعمة لبرنامج «اكتفاء»، يحقق هذا المرفق الحديث أيضاً أهداف الشركة في تحفيز الاقتصاد السعودي ورفع قدرات المواطنين في قطاع التصنيع البحري الذي يتطلب مهارات عالية». ويؤكد إنجاز هذا المشروع المهم التزام إدارة أرامكو بتطوير الموارد الهيدروكربونية البحرية الهائلة التي تتمتع بها المملكة، وهو ما سيكون له دور أساسي في تحول الشركة إلى أكبر شركة طاقة وكيميائيات متكاملة في العالم بحلول عام 2020. تجدر الإشارة إلى أن تصنيع هذ المشروع استغرق أكثر من 800 ألف ساعة عمل مباشرة، أسهمت القوى العاملة الوطنية بنسبة 20% منها. وعلاوة على ذلك، أتاح المشروع فرصة لتوفير التدريب الفني والإداري للخريجين من الشباب السعوديين. ويعد تطوير القوى العاملة السعودية والاستفادة من الموارد في تنفيذ مشاريع أرامكو عنصراً أساسياً لنجاح برنامج رؤية المملكة 2030 الذي يهدف إلى تعزيز الإنتاجية والقدرة الاقتصادية للمملكة. ويوضح هذا الإنجاز أهمية إقامة شراكات استراتيجية مع الشركات المصنعة المحلية من أجل التنفيذ الناجح للمشاريع المعقدة واسعة النطاق المقرر إنجازها في الحقول الواسعة، التي تُشغِّلها أرامكو في الخليج العربي، مع رفع نسبة الاستفادة من القوى العاملة والخبرات إلى أقصى مستوى ممكن تمشياً مع خطة التحول الوطني.