في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن خطة خمسية تهدف إلى خفض نسبة الوفيات الناجمة عن داء الكلب الذي يصيب الإنسان، إلا أن أقسام الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة بالمملكة استقبلت حسب صحيفة «الوطن» خلال العامين الماضيين أكثر من 25 ألف حالة تعرضت لعضات الكلاب. في الوقت الذي تمثل فيه بعض مسالخ (البلدية) بؤرة الخطر من حيث تغذية الكلاب الهائمة يوميًا عبر مخلفات الذبح.. إلا أن (بلدية القطيف) نظمت حملة أسفرت عن القضاء على أكثر من 50 كلبًا ضالاً دون اكتراث لقانون نظام الرفق بالحيوان في دول الخليج والقرار (253) الصادر عن مجلس الوزراء. في الوقت الذي توقفت فيه معظم البلدان عن استعمال سم «الستركنين» الذي يتسبب في آلام شديدة ومروعة للكلب لمدة 4 أيام قبل موته، إلا أن عمال البلدية في محافظة القطيف ظهروا في الاعلام وهم يضعون الطعام المسموم بكل ثقة وعلى وجوهم نظرة فخر وابتسامة وانتصار. وذلك دون اهتمام من المسؤولين لباقي الكائنات المسالمة أو بتحسين اللحظات الأخيرة في حياة هذا الكائن الحي وذلك بإعطائهم مخدراً يساعد على قتلهم بشكل رحيم. في الوقت الذي تؤكد فيه جميع الأبحاث أن الكلاب لا تولد شرسة، بل تكتسب هذا السلوك من وراء تدريبات قاسية ومن سوء المعاملة والضرب والتجويع.. إلا أن «عبدالله الحربي» والذي يبلغ من العمر 9 أعوام لقى حتفه بالقصيم، بعد حادثة مفجعة حين هاجمته كلاب ضالة ولم ينقذه أحد من بين براثنها. في الوقت الذي قال فيه رئيس بلدية القطيف «زياد بن محمد مغربل»: «قررنا مكافحتها عبر زرع الطعوم بالطرق المتبعة في البلدية وفق الآلية المناسبة للمكافحة».. إلا أن بلديات العالم المتطوّر تقوم بحجز الحيوانات السائبة من خلال تنفيذ برنامج TNR، الذي يتلخص تنفيذه في ثلاث مراحل تشمل الصيد، التعقيم والإعادة. وفي الوقت الذي يعدّ فيه تسميم الكلاب مجرد حل مؤقت وستعود مشاكلها في وقت قصير، وفي الوقت الذي نغض فيه النظر عن عدم انسانية هذا العمل مقارنة بالحلول العلمية المتطورة الأخرى.. إلا أن هذه الطريقة القاسية ستخلف وراءها جثثاً لحيوانات أخرى لا يمكن تحديد أمكنتها وسندخل في مشكلة القذارة والتلوث. في الوقت الذي يحارب فيه مئات المتطوعين والمتطوعات بأنفسهم وأموالهم لانقاذ الحيوانات المهملة واطعامها وعلاجها واخصائها اعتمادا على ما اعتمدته المملكة في عام 2013 م من مبادئ توجيهية للرفق بالحيوانات.. إلا أن الكثير من الناس يعتبرون هؤلاء الشباب مترفين وتافهين لأن البشر بشكل أولى يحتاجون للانقاذ من الفقر والقهر والحروب. في الوقت الذي يعتبر فيه الانسان (بطلا) حين يقتل كلباً مسالماً مسموماً أو محروقاً أو مدهوساً.. إلا أن الكلب يعتبر (متوحشاً) ويستحق القتل إذا ما هاجم انساناً. نعم.. ذلك الانسان الذي انتزع الحيوانات من بيئتها الطبيعية وأهملها وكان السبب في تشريدها وفقدان السيطرة عليها.