أعلنت الهيئة الملكية بالجبيل، عن تطوير منطقة سبخة الفصل وتجهيزها لاستقبال الزوار بوضع «منصات» مراقبة باعتبارها إحدى المحميات الثلاث الحيوية بمدينة الجبيل لتكون ايضا منطقة سياحية والحفاظ على الطيور المهاجرة والمتنوعة والنادرة، وذلك ضمن خطة لمشاريع مستقبلية للمحميات المقامة في الجبيل الصناعية سواء البرية او البحرية وفتحها امام المتنزهين وتسهيل الدخول لها بشكل سياحي لا تؤثر بيئيا. وقال مدير ادارة حماية ومراقبة البيئة المهندس عويد الرشيدي ان سبخة الفصل عبارة عن أرض رطبة من صنع الإنسان أُنشئت نتيجة وصول مياه الصرف الصحي المعالجة الفائضة لها وتُستخدم مياه الصرف المعالجة عادة كمياه ري لأعمال البستنة والتشجير داخل المدينة وتُرسل المياه الفائضة إلى السبخة لتتبخر، وقال العويد ان مياه الامطار تعتبر مصدراً ثانوياً للسبخة وفي الصيف ينخفض سطح المياه بسرعة ويجف مع السبخة مع حلول شهر يوليو ومياه الصرف المعالجة غنية بالمواد المغذية، فعند تجمعها في السبخة فإنها تساعد على إنتاج كتل حيوية لنباتات وحيوانات متناهية الصغر، وتجذب هذه البيئة عدداً كبيراً من الطيور المائية التي تتغذى على تلك النباتات والطحالب، وكذلك الحشرات المائية. وتحوي سبخة الفصل أكبر تنوع للطيور المهاجرة بمنطقة الخليج العربي في المملكة واعتبرها مؤتمر السياحة البيئية الوطني عام 2002م الماضي المنطقة الثانية في المملكة لتجمّع الطيور، ومنطقة جذب رئيسة بعدد اجمالي حوالي 20000 طائر خلال هجرة الطيور ومنتصف الشتاء. وتوجد أربعة تصنيفات متداولة عالميا لهذا التميز، ثلاثة منها موجودة بسبخة الفصل لأنواع من الطيور مهدده عالمياً مثل العقاب الملوكي والعقاب المرقط والموقع وتتركز فيها الطيور بأعداد هائلة ويمكن لسبخة الفصل استيعاب متوسط 1% أو أكثر للطيور المخوضة /الساحلية، كما تضم 25% من تعداد البط الكلي الذي يقضي فصل الشتاء بالمنطقة الشرقية، خاصة لنوع معين وهو البط ذو الطوق الأبيض وتعتبر المنطقة الشرقية هي الوحيدة بشبه الجزيرة العربية التي يقضي فيها هذا النوع فصل الشتاء. وقال المهندس العويد ان الجزر التي تقع في الجبيل الصناعية تكون تحت مسؤولية الهيئة الملكية وهي: جزيرة الفناتير، التي تقدر مساحتها بحوالي 603 آلاف متر مربع تقع على مسافة 1.5 كيلو متر من شاطئ الفناتير بمدينة الجبيل الصناعية في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، وتكمن أهمية الجزيرة كونها ملاذا آمنا للعديد من السلاحف والطيور، حيث تقضي العديد منها فترة التزاوج والتبييض على شاطئ الجزيرة كونها تمتاز بالهدوء ويتواجد على الجزيرة أعداد كبيرة من طائر الخرشنة، الذي يعشش ويتزاوج على الجزيرة وتقوم إدارة حماية ومراقبة البيئة بعمل زيارات للجزيرة بصورة دورية وتمنع الصيد على الجزيرة أو العبث ببيض الطيور او السلاحف. وتقدر مساحة جزيرة قرمة بحوالي 2.7 مليون متر مربع تقع في الجزء الشمالي لمدينة الجبيل، وتكمن أهمية هذه الجزيرة، التي ستطل على مركز المدينة المستقبلي ضمن خطة الهيئة الملكية كونها تحتوي على كميات كبيرة من نبات الشورى من نوع «Avicennia marina»، الذي يعتبر من المكونات الواضحة الأهمية في النظام الحيوي وهو نبات يستطيع أن يتحمل الظروف القاسية مثل درجات الحرارة والملوحة العاليتين، هذا بالإضافة إلى نسبة الأكسجين الذائبة وتأتي أهمية هذا النوع من النباتات كونه ملاذا آمنا للعديد من الأسماك والقشريات، فهي مكان مثالي لتكاثر الربيان والأسماك، التي تضع بيوضها في المياه الضحلة مستغلة وجود العديد من الجذور السطحية لنبات الشورى، وذلك لحماية البيوض من الأسماك الأخرى، ولهذه الأهمية الجوهرية لهذه النباتات تقوم إدارة حماية ومراقبة البيئة بزراعة العديد من شتلات نبات الشورى وتمنع عمليات الردم أو الإضرار بها.