أظهر فوز المنتخب الويلزي على نظيره البلجيكي في دور الثمانية ببطولة أوروبا 2016 لكرة القدم مجددا أن كل المواهب الهجومية في العالم لن تحول دون خروج فريق ضعيف دفاعيا من البطولات الكبرى. ودفعت الإصابات والإيقاف مدرب المنتخب البلجيكي مارك فيلموتس إلى الاعتماد على جيسون ديناير كقلب دفاع في التشكيلة الأساسية أمام ويلز أمس الجمعة حيث واجه اللاعب (21 عاما) الذي يفتقر إلى الخبرة ليلة مروعة وربما ستطارده آثارها طوال ما تبقى من مسيرته. وخاض المنتخب البلجيكي البطولة دون المصاب فينسن كومباني لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي والذي ربما يكون أفضل قلب دفاع في الدوري الإنجليزي الممتاز وافتقد في مواجهة ويلز أيضا جهود توماس فرمالين للإيقاف ويان فرتونن الذي أصيب في الكاحل خلال حصة تدريبية في الأسبوع الماضي. والمنتخب البلجيكي مليء بالمواهب الهجومية وباللاعبين القادرين على إيجاد الحلول ولكن رغم هيمنته على الدقائق الأولى من المباراة وتقدمه بهدف حمل توقيع راديا ناينجولان فإن ديناير وجوردان لوكاكو الذي لعب في مركز الظهير الأيسر كانا في حالة سيئة للغاية ما شجع المنتخب الويلزي على استغلال الوضع. وخلال الموسم الماضي أعار سيتي لاعبه ديناير إلى غلطة سراي التركي بعد إعارة أخرى لمدة عام إلى سيلتيك الأسكتلندي ولكنه أظهر الجمعة أنه كان من الأفضل له بكل تأكيد أن يظل مع ناديه الأصلي للتعلم من كومباني. ومع الاعتماد على رباعي خط ظهر ربما يشاركون معا للمرة الأولى فإنهم وكما هو متوقع كانوا في حالة من التشتت والفوضى التي تسبب فيها المنتخب الويلزي في تعامله الذكي مع ركلة ركنية حينما تخلص قائده اشلي وليامز من رقابة ديناير بسهولة وسجل هدف التعادل برأسية. وسنحت لقائد المنتخب الويلزي فرصة ثانية لتسجيل الهدف الثاني بعدها مباشرة عندما نفذ زملاؤه الخدعة نفسها، التي أثارت القدر نفسه من التشتت والفوضى بين المدافعين. ووصل دفاع بلجيكا إلى أدنى مستوياته في الدقيقة 55 عندما تسلم هال روبسون كانو -وهو لاعب غير مرتبط بأي فريق بعدما رحل عن نادي ريدينج الذي ينافس في دوري القسم الثاني الإنجليزي- الكرة وظهره إلى المرمى داخل منطقة الجزاء، وتخلص بلفة ماهرة من رقابة توماس مونييه ومروان فيلايني بينما بدا أن ديناير يراقب شبح لاعب آخر إذ أنه ابتعد دون مبرر عن اللعبة ما أتاح أمام روبسون-كانو كل الوقت والمساحة التي احتاجها لإحراز الهدف الثاني. وكانت حظوظ بلجيكا لا تزال قائمة وكانت تزيد من الضغط على المنافس عندما ارتكب ديناير خطأ جديدا بتحركه بصورة صادمة في الخط الخلفي ما سمح لعرضية كريس جانتر بتجاوزه لتصل إلى البديل سام فوكس الذي سجل الهدف الثالث. وقال فيلموتس «لقد واجهنا فريقا جيدا للغاية وكان تعويض غياب فرمالين وفرتونن صعبا للغاية. فهما لاعبان محنكان وموهوبان حقا... لقد كانت المهمة صعبة للغاية بدونهما». وتابع: «أحيانا يكون عليك المخاطرة وإتاحة الفرصة أمام اللاعبين الشبان. تتعلم من الأوقات العصيبة لذا فإننا لم نخسر كل شيء». نعم ليس كل شيء. وإنما هذه المباراة، التي كانت بمثابة أفضل فرصة لبلجيكا كي تفوز ببطولة كبرى للمرة الأولى في حين أصبحت ويلز تتطلع لمواجهة البرتغال في الدور قبل النهائي بعد غد الأربعاء.