ربما بدت خسارة انجلترا 2-1 أمام ايسلندا في بطولة اوروبا لكرة القدم 2016 واحدة من أسوأ الهزائم في تاريخها لكنها كانت نتيجة منطقية للغاية. وبالنسبة لانجلترا فإن الهزيمة في دور الستة عشر هي ذروة سلسلة من العروض الضعيفة تضمنت الفشل في التأهل لبطولة اوروبا 2008 والخروج من الدور الأول في كأس العالم 2014 بعد الخسارة أمام ايطاليا واوروجواي والتعادل مع كوستاريكا. وبالنسبة لمنافسها الايسلندي المنتصر الذي سيواجه فرنسا صاحبة الضيافة في دور الثمانية فإنها كانت الخطوة التالية في تقدم مذهل حقق خلاله الفوز على هولندا داخل وخارج ملعبه إضافة للتغلب على جمهورية التشيك وتركيا في التصفيات. ومع وضع ذلك في الاعتبار وبالنظر لطريقة لعب الفريقين في فرنسا فإن نتيجة انجلترا ليس من المفترض أن تكون مفاجأة على الإطلاق. وسجلت انجلترا ثلاثة أهداف فقط في ثلاث مباريات بدور المجموعات وهو ما يقل بهدف واحد عن ايسلندا رغم مواجهة منافسين متواضعين مثل روسيا وويلز وسلوفاكيا. وألغت ايسلندا خطورة كريستيانو رونالدو لتفرض تعادلا مستحقا 1-1 على البرتغال وتقدمت لأغلب الوقت ضد المجر قبل التعادل 1-1 ثم هزمت النمسا - وهو منافس آخر أعلى شأنا - بنتيجة 2-1. وفي الواقع إذا دخل أي شخص ليس على دراية مسبقة بالمباراة إلى الاستاد كان سيواجه صعوبات في تحديد من هو الفريق بطل العالم السابق ومن فريق الدولة الصغيرة التي يبلغ تعداد سكانها 330 ألف نسمة ويشارك في أول بطولة كبيرة في تاريخه. ويعود نجاح ايسلندا على المستوى الدولي بشكل كبير إلى دفاعها الصلب والجهد الكبير لكنها أظهرت أن أسلوب لعبها أكثر تطورا من ذلك.