بعد معركة مرسيليا التي وضعت جمهوري روسيا وإنجلترا في مواجهة بعضهما وبعد سلسلة من الأحداث التي عكرت صفو كأس أوروبا 2016، وتسببت بإيقاف مباراة كرواتيا وتشيكيا، خرج جمهور أيسلندا الصغيرة ليتخذ موقفه المسالم بتفضيل العناق على أعمال الشغب. ويستمتع الأيسلنديون بمشاركة بلادهم في أول نهائيات في تاريخها إن كان على الصعيد القاري أو العالمي، وهم قالوا لوكالة فرانس برس من مرسيليا إنهم جاءوا إلى فرنسا للشعور بأنهم جزء من القارة الأوروبية بحسب ما تؤكد لويز راغنارسدوتير من المدينة الساحلية الجنوبية. وسافر حوالي 27 ألف مشجع أيسلندي إلى فرنسا، أي ما يقارب 10 بالمئة من سكان هذا البلد الاسكندينافي الذي يبلغ عدد سكانه 330 ألف نسمة فقط، ما يجعله أصغر بلد من حيث التعداد السكاني في تاريخ نهائيات كأس أوروبا. وبعد التعادل مع المجر (1/1) في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة، تجمع الجمهور الأيسلندي في منطقة الميناء القديم في مرسيليا من أجل الغناء "بوم-بوم-هو!" وهي "أغنية الفايكينج الخاصة بنا، إنها منسقة ومخيفة" بحسب ارني جاردار الذي يعمل مستشارا في تكنولوجيا المعلومات، مضيفا: "لكننا لا نقصد أن نكون مخيفين". أفضل جمهور اعتبر كريم الذي يملك أحد المقاهي في مرسيليا إن الأيسلنديين "هم ألطف جمهور رأيناه حتى الآن. المشهد كان مختلفا الأسبوع الماضي" في إشارة منه إلى الاشتباكات التي حصلت بين الجمهورين الروسي والإنجليزي، التي اعتبرها الجمهور الأيسلندي تجربة حياة بحد ذاتها. وأضاف: "نحن بلد مسالم، لا نملك أي جيش أو أسلحة، نحن ببساطة غير معنيين بالصراعات. في الوطن، العائلات تذهب إلى مباريات كرة القدم ولا أحد يفكر حتى بإمكانية التسبب بالمشاكل". وكان الرجل البالغ من العمر 29 عاما حاضرا في الملعب خلال مباراة كرواتيا وتشيكيا التي توقفت في الدقيقة 86 بعدما أن رمى قسم من جمهور الأولى بالمفرقعات النارية إلى أرضية الملعب، ثم دخل جزء من الجمهور في عراك من جزء آخر. وتواجد 20 ألف مشجع مجري في مباراة ضد أيسلندا وبعضهم دخل في مشادات مع حراس الأمن قبل المباراة كما رموا بالمفرقعات إلى أرضية الملعب خلال المباراة.
أجواء حماسية احتضنت مدرجات "إستاد فيلودروم" حوالي 10 آلاف مشجع أيسلندي ما جعل أجواء المباراة حماسية وجميلة جدا، وكان من الممكن أن تكون الأمور مثالية بالنسبة للإسكندينافيين لو نجح منتخب بلادهم في المحافظة على تقدمه وإضافة نتيجة رائعة أخرى إلى سجله بعد التعادل مع كريستيانو رونالدو ورفاقه في المنتخب البرتغالي (1/1) خلال الجولة الأولى. لكن النيران الصديقة قضت على حلم الفوز التاريخي بعدما حول بيركير سافارسون الكرة في مرماه عن طريق الخطأ قبل دقيقتين على نهاية المباراة. وبالنسبة للمشجع بيارني ماك يوهانتسون فإن "التعادل مع البرتغال 1/1 كان بمثابة الفوز لكن التعادل مع المجر 1/1 كان بمثابة الخسارة بالنسبة لنا". لكن بالنسبة لبلد كان مصنفا في المركز 131 عالميا قبل أربعة أعوام، فإن التواجد في كأس أوروبا يعتبر إنجازا كبيرا والجمهور سيستمتع به بغض النظر عن النتائج، لكن الفرحة ستكون أكبر دون شك في حال نجح بتخطي النمسا اليوم الأربعاء على "إستاد دو فرانس" لأن ذلك سيضعه في الدور ثمن النهائي.