لم يكن أكثر المتفائلين في المعسكرَين الويلزي والأيرلندي الشمالي يحلم بأن يتواجد هذان البلدان الصغيران امام فرصة تاريخية قد تفتح الباب امام احدهما للتواجد في مباراة العاشر من يوليو، لكن الحلم قد تحوّل الى حقيقة. وتتجه انظار جمهور الجارين البريطانيين الى ملعب «بارك دي برينس» في العاصمة باريس، حيث سيتواجهان السبت في الدور ثُمن النهائي من كأس اوروبا 2016 التي تحتضنها فرنسا حتى العاشر من يوليو. ويعتبر وصول المنتخبين الى هذا الدور انجازًا بحد ذاته لأنهما يخوضان غمار البطولة القارية للمرة الاولى في تاريخهما، كما ان ويلز لم تظهر الى ساحة البطولات منذ عام 1958 حين وصلت في مشاركتها الاولى والوحيدة في كأس العالم الى الدور ربع النهائي. اما بالنسبة لأيرلندا الشمالية، فهذه مشاركتها الكبرى الاولى منذ مونديال 1986 حين خرجت من الدور الاول بعد ان وصلت الى ربع النهائي عام 1958 والدور الثاني عام 1982 في مشاركتيها الأخريين في العُرس الكروي العالمي. ومن المؤكد ان مشاركة هذين المنتخبين في البطولة القارية مستحقة تماما لأنهما لم يكونا بحاجة الى الاستفادة من النظام الجديد للبطولة بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 الى 24، وذلك لأن أيرلندا الشمالية تصدّرت مجموعتها في التصفيات أمام رومانيا والمجر، فيما حلّت ويلز ثانية في مجموعتها بفارق نقطتين فقط عن العملاق بلجيكا المتصدّرة. ونجح المنتخب الويلزي في نهائيات فرنسا 2016 في تحقيق حلم مزدوج؛ لأنه تجاوز دور المجموعات في أول مشاركة له، كما تفوّق على الجار الانجليزي «المتعجرف» الذي اكتفى بالمركز الثاني بعد تعادله في الجولة الاخيرة من الدور الاول امام سلوفاكيا صفر- صفر، فيما حقق الجار «الصغير» فوزًا كبيرًا على روسيا 3- صفر.