تواصلت الفعاليات الثقافية الرمضانية والتي يقدمها المقهى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء اليومين الماضيين بأمسيتين أقيمت الأولى بعنوان: «أرشيف الجلواح وجمعية الثقافة والفنون» للشاعر محمد الجلواح، قدمها الأديب صلاح هندي الذي ذكر في بداية الأمسية نبذة عن الشاعر الجلواح، الذي قدم الكثير من البرامج التليفزيونية الثقافية وصدرت له مجموعة من الدواوين الشعرية هي: (الطاهرون) و(نزف) و(قواوير) و(بوح). وفي مستهل الأمسية، قدم الجلواح شكره وتقديره للكاتب والمخرج عبدالرحمن الحمد، الذي أسس هذا الصرح السعودي الكبير المتمثل في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، الذي قدم للمملكة هذا الفعل الثقافي والفني عبر أكثر من 45 عاما. كما أبدى الجلواح عجبه أمام هذا الكم الكبير من الفعاليات والأنشطة والبرامج، التي تقدمها الجمعية، مستغربا أن يُطلب منها التقشف في ميزانيات محدودة جدا لا تليق بفعل ثقافي منتظم. وعن بداياته، قال الجلواح: إن الراحل عبدالرحمن المريخي وفي أواخر التسعينيات الهجرية عرض عليه أن يكون أول أمين لمكتبة الجمعية المزمع تأسيسها في ذلك الوقت عندما حضر له في قرية القارة. وبيَّن الجلواح أن جمعية الثقافة والفنون بالأحساء في تلك الفترة تحت إدارة الفنان عبدالرحمن الحمد وإلى عام 1404ه، كان القسم الثقافي حينها يشتعل بالبرامج والأنشطة التي يحضرها مثقفون ومفكرون من الدمام والرياض وجدة، وقد كان حينها المريخي رئيسا للقسم الثقافي وعضوية كل من: عبدالرؤوف الغزال ومحمد بوعلي وصبحي العطية ومحمد الملحم ومحمد الجلواح. عرض الجلواح خلال الأمسية عددا من البرامج والأنشطة، التي قدمها القسم في تلك الفترة، قدم بعضها أسماء ثقافية وفنية كبيرة منهم خليل الفزيع وثريا العريض وناصر الصالح وأحمد الهذيل وغيرهم الكثير من الأسماء الكبيرة، منوها بأن بداية تأسيس المكتبة كان متعبا واحتاج لجهد كبير، حيث كانت الجمعية حينها تبعثه ليحضر معارض للكتب في البحرين والإمارات والكويت وسوريا لكي يشتري ما يراه مناسبا من الكتب حتى بلغ ما ضمته المكتبة في ذلك الوقت أكثر من 8000 عنوان من الكتب الموجودة. وكانت المكتبة تستقبل المهتمين من القرّاء والمثقفين من الأحساء والمملكة، كما كانت تعير الكتب لطلاب جامعة الملك فيصل ولكن بشكل محدود. ونقل الجلواح ما يشعر به جميع المثقفين من ألم وحسرة لما تقوم به جمعيات الثقافة من استغناء عن المكتبات والكثير من العاملين بها، وذلك بسبب حالة «التقشف» التي لا أحد يعلم إلى أين ستصل بالثقافة؟ روح الالتقاء وفي الأمسية الثانية التي أقيمت أمس الأول وأدارها يونس البدر تحدث القاص طاهر الزارعي عن فن القصة وأفاد بأن (روح الالتقاء) هي المعنى الحقيقي للقصة وأن الكاتب لابد أن يبذل جهدا في الكتابة والسبب في ذلك هو أن فكرة القصة إذا ذهبت لن ترجع بنفس قوتها، كما بين بأن الخروج إلى الشارع مهم جدا لكتابة القصة فالقرب من الناس ومعايشة همومهم مهم للكاتب حتى يتجلى الصدق فيما يكتبه. وبين الزارعي بأن (المهمشين) تم تناولهم من معظم كتاب القصة والرواية وهم بحاجة إلى تحويل حياتهم بشكل سردي، كما أكد أن هناك فرقا بين المسرح والقصة القصيرة وأنه بالإمكان تحويل فكرة القصة إلى مسرحية وهناك قصص وروايات حولت إلى عروض مسرحية ومسلسلات درامية وأفلام قصيرة. وشدد الزارعي على أن القصة لابد أن تمتلك بنية لها تستحضر كل ما يتعلق من أدوات في الحياة اليومية فيها، وقال: إن أكثر ما نعانيه اليوم هو ندرة وجود «الناقد المتخصص» وأن أغلب ما هو موجود عبارة عن قراءات انطباعية لا أكثر. وقرأ القاص طاهر الزارعي مجموعة من كتاباته المتمثلة في قصص قصيرة منها: (الغرفة) و(الضابط راكان) و(الملك) و(حياة جديدة) و(نهيق عربي) و(بالونات) و( قصص قصيرة جدا )، كما تم توقيع كتابه نهاية الأمسية.