«تعرف على المستجدات الدقيقة في عالم الاستثمار الحديث لضمان ديمومة الأعمال التجارية وتطوير بيئات العمل الحالية»... حسب إعلانات ترويجية. ما لفتني المستجدات الدقيقة لبيئات الأعمال، حيث اشار تقرير مناخ الأعمال في العالم العربي إلى انه أصبح مرجعا أساسيا لمختلف المستثمرين وفعاليات القطاع الخاص. وأظهر تقرير العام الماضي تحسن أداء الدول العربية كنتيجة للعديد من الإصلاحات التي تواصلها للارتقاء بالبيئة التشريعية والمؤسسية الميسرة للاستثمار خاصة على صعيد إجراءات تأسيس المشروعات والشركات الجديدة والحصول على التمويل وقضايا حماية الاستثمار، وإجراءات تسجيل واعتماد الشركات، اضافة الى أركان مهمة للمساهمة في تحسين بيئة الأعمال بالدول العربية. المستجدات الدقيقة في تطوير مناخ وبيئة الأعمال اجمالا تحتاج الى ثلاثي صلب: (الرؤية، السمات الشخصية، التمكين) كل ذلك يجعل بيئة الاعمال اشبه بما يسمى النظام الدقيق. وخلال الفترة الماضية أعلنت وزارة التجارة والاستثمار الأهداف الاستراتيجية للوزارة ضمن برنامج التحول الوطني، حيث تضمنت تسعة محاور استراتيجية وأربعا وثلاثين مبادرة لترجمة تلك الأهداف في سبيل المساهمة في تحسين وتطوير بيئة الأعمال التجارية والاستثمارية بالمملكة في القطاعين الحكومي والخاص. وتضمنت الأهداف الاستراتيجية للوزارة توفير بيئة تجارية عادلة ومحفزة، وبناء ثقة المستهلك في المنتجات المباعة في السوق، والرفع من ثقافة ريادة الأعمال، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة ايجاد فرص العمل في تلك المنشآت، وتعزيز وزيادة وعي المستهلك بالحقوق والمنتجات، وتعزيز التنافسية في بيئة الأعمال، إلى جانب زيادة الفرص الاستثمارية، وتحسين البيئة التنظيمية والإجرائية لتمكين الاستثمارات النوعية. اذا تحسين البيئة الاجرائية لتمكين الاستثمارات النوعية، أحد متطلبات الفترة المقبلة التي تحتاج الى زيادة وعي في الأعمال التجارية بين الشباب الراغبين في العمل التجاري، اضافة الى تهيئة البيئة الداخلية للاستثمار الخارجي. فنحن على مشارف مرحلة جديدة تتطلب خططا استراتيجية ذات تحكيم تجاري قائم على عوامل اقتصادية منظمة لا تتعلق بالربح التجاري، وإنما في التنظيم للحصول على أداء مميز وصولا الى النتيجة الايجابية. كما أولت الوزارة ايضا الاهتمام برفع ثقافة ريادة الأعمال عبر زيادة عدد الشركات والمؤسسات الناشئة، ونشر ثقافة ريادة الأعمال كإحدى أهم الركائز المعرفية لفئة الشباب، والمساعدة في تأهيلهم لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية ناجحة مستدامة، مراكز رواد الأعمال وتطوير برامج ومحتوى العمل الحر في مختلف المراحل التعليمية. نعود مجددا الى المستجدات الدقيقة التي كشفنا عن جملة منها، إلا ان الخطط المقبلة ستكون مليئة اكثر بالمستجدات لتطوير بيئة الأعمال وتحسين مستوى العمل التنموي ذات الطابع التجاري. الاقتصاد السعودي يتسم بقابليته لاستيعاب المستجدات والمتغيرات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، مستدلا بالقفزات المتوالية التي تشهدها المملكة، ضمن مقاييس ومعايير التصنيفات العالمية، والسبب ان البيئة الاستثمارية تتمتع بسرعة التكيف مع المتغيرات العالمية، لاسيما ان السياسيات الجارية حاليا تستهدف تحسين مستوى بيئة الاستثمار وتطويرها، لجذب ما يسمى التنويع الاقتصادي الداخلي والخارجي.