في شهر الصوم يستقطب الشهر الكريم عدة أكلات ومشروبات وتكون أبرز ما في الشهر الكريم حتى أنها قد تكون ظاهرة مميزة ومتميزة بل إن بعض الحلويات لا تخرج من أعشاشها إلا في رمضان مثل الكنافة التي قيل ان أول من اتخذها من العرب معاوية، وهذه لمحات عما نراه ونزاوله في هذا الشهر الكريم فهناك الفوانيس الرمضانية والأهازيج الشعبية وكذلك من الأكلات: الشعيرية والنشاء والساقو. ومما روي عن معاوية أنه كان من الأكلة المشهورين فشكا إلى طبيبه محمد بن أثال ما يلقاه من الجوع في صيامه فوصف له الكنافة، وقيل إنها أول ما صنعت كانت لسليمان بن عبدالملك، ورغم بدايتها في العهد الأموي فقد شهدت رواجا وازدهارا في العصر الفاطمي، وفي العصر الحديث، ابتكرت صناعة الكنافة بالطريقة الآلية وإن كان البعض يفضل النوع القديم الذي بدأ في الاندثار تدريجيا. ومن مظاهر رمضان الجميلة (فانوس رمضان) الذي جاء مع قدوم الخلافة الفاطمية إلى مصر فقد استقبل به الخليفة المعز لدين الله الفاطمي بصحراء الجيزة على مشارف القاهرة في الخامس من رمضان 362ه لينيروا له الطريق حتى قصر الخلافة الذي بناه قائد جيوشه جوهر الصقلي.. وهناك رواية تستكمل رحلة الفانوس في التراث المصري، بأن الحاكم بأمر الله الفاطمي سمح للنساء بالخروج ليلا في شهر رمضان شريطة أن يتقدم السيدة في المسير صبي صغير يحمل فانوسا ليعلم المارة بمرور سيدة فيفسحوا لها الطريق، ومن هنا اعتاد أطفال القاهرة على حمل الفوانيس والتجول بها في الأحياء ليلا وهم يرددون الأهازيج الشعبية والدينية من بعد صلاة العشاء وحتى موعد السحور. ومن جهة أخرى شاع استخدام الفوانيس لإضاءة المآذن، حيث تضاء شموعها مع المغرب وتطفأ عند الفجر إعلانا ببدء يوم الصوم، وما زالت صناعة الفانوس التقليدي المصمم من المعدن الملون والمحلى بالنقوش التراثية ويضاء بالشموع مزدهرة إلى يومنا هذا. وما زال الناس يقبلون على اقتنائه رغم غزو الفانوس البلاستيكي المجلوب من شرق آسيا والذي يضاء بالكهرباء.. ويضم اسطوانات بعض الأغاني التراثية لهذا الشهر الكريم. لكن الفيروز آبادي ذكر أن معنى الفانوس: (النمام) لأنه يبدي ويظهر حامله وسط الظلام. الطريف أن الفانوس يصنع الآن بأيد غربية، تبث منه الأغاني، كما استبدل الزجاج بالبلاستيك والشمعة بالبطارية وصوت الأطفال الحي بصوت مسجل لأغنيات وتبدل المعنى من وجوده فبدلا من لمة الأطفال وغناهم الجماعي وفرحهم الطفولي الذي كان ينير ليالي رمضان، أصبح وجوده مجرد زينة، أو مجرد لعبة طفل. ورمضان الكريم يأتي وتأتي معه عادات وتقاليد ومستلزمات وأكلات محلية ومستوردة. فالمحلي منها الثريد (الفريد) واللقيمات والهريس والبلاليط. (الشعيرية) والنشاء والساقو وأشياء أخرى وصلتنا عبر البحار من إيطاليا وبريطانيا وأوروبا مثل: الاسباجتي والمكرونة بأنواعها والبيتزا. ورمضان جاء لنجتهد في العبادة ونجدد التوبة ونعتكف في بيوت الله لا في المطابخ وعلى موائد الأكل والله المستعان. وللدكتور بادحدح نفحات ونفحات رمضانية يوصي في آخرها بالجلسات المفيدة لتدارس كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واغتنام الوقت والبعد عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج التي فيها التسلية والإثارة والبعد عن المباريات الرياضية في معظم ليالي رمضان إذ أن للصيام آثارا نورانية وللقيام أنوارا ربانية أعاننا الله وإياكم على صيامه و قيامه ومتعنا بذلك، إنه سميعٌ مجيب..