ألقى عدد من الاطباء والمتخصصين في السلامة المرورية مسئولية وقوع الحوادث المرورية على قائدي السيارات، وأكدوا أنهم المتسبب الاول في كثرة الحوادث المرورية في المنطقة وذلك نظير عدم اتباعهم قواعد السلامة والالتزام بالقوانين والانظمة التي وضعتها الدولة للحد من هذه الكوارث، كما برأوا التحويلات ومعظم الطرق من ان تكون سببا في الحوادث المرورية، وهذا ما يؤكد ان قواعد السلامة المرورية لا تطبق بشكل كافٍ من ربط حزام الامان او الصيانة الدورية للمركبة اضافة الى التهور والاستهتار بالأرواح والممتلكات العامة من قبل بعض قائدي المركبات الذي يتعمدون ارتكاب المخالفات. «اليوم» أجرت استطلاعا حول الأسباب الرئيسية لتصاعد وتيرة الحوادث المرورية في المنطقة. علاج طبيعي في البداية طالب رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور محيي الوهاس بأن تكون هناك مراكز تأهيل طبية لمصابي الحوادث في المنطقة الشرقية نظرا لارتفاع حالات مصابي الحوادث المرورية؛ حيث تكون هذه المراكز تأهيلية متخصصة في العناية بمصابي الحوادث الذين لا يحتاجون عناية متقدمة في المستشفيات ويحتاجون عناية اقل، وهذه الانواع من الرعايات تقدم في مراكز التأهيل وذلك للتخفيف على المستشفيات من الحالات التي تغص بها من مصابي الحوادث وخاصة اصابات الرأس، حيث ان هذه الانواع من الاصابات لا تحتاج الى رعاية طبية بحتة بل الى علاج طبيعي وخدمات تمريضية وأدوية معينة يستمر عليها فقط اما وجوده في مستشفيات عامة فهو بذلك يحجز اسرّة قد يستفيد منها مرضى ذوو اصابات متقدمة وهو بالتالي يؤثر على من بعده من مصابي الحوادث. وشدد د. الوهاس بقوله ان الجميع مسؤول وعلى قائد المركبة ان يلتزم بقواعد السلامة بشكل تام وهذا يخفف من خطر الاصابة لا قدر الله حيث اثبتت الدراسات أن ربط حزام الامان يقلل بإذن الله 50 بالمائة من الوفيات وهذا ما يشدد عليه اغلب الاطباء ومتخصصي السلامة المرورية وتعد هذه نسبة كبيرة جدا وتردنا حالات كتب الله لها الحياة بسبب ربط الحزام حيث ان اصابات الحوادث لها ثلاثة محاور هي القائد والمركبة والطريق والقائد يجب ان يكون لديه المام تام بجوانب السلامة المرورية على الطرق والحصول على رخصة القيادة وان يكون عمره قانونيا للقيادة وملتزما بوسائل السلامة على الطريق وقواعد المرور. واشار الى ان الطريق هو احد مسببات الحوادث كونه يعد خط سير المركبة التي تحمل هؤلاء الركاب والذي يجب ان يكون خاليا من العوائق في الاصل، ولكن وجود الحفر والمطبات غير المناسبة وكذلك التحويلات غير الواضحة بالنسبة لقائد المركبة هي احد مسببات الحوادث، وأيضا التشوهات التي تكون على الطرق وبعض الطرق عليها شاحنات وهناك عدم التزام منها بأوقات العبور المخصصة لها حيث تجدهم ينافسون اصحاب المركبات الخفيفة على الطريق وهذا ما يشكل خطرا واضحا على قائدي المركبات، موضحا انه يجب ان تكون هناك عقوبات رادعة للشاحنات خلال تجاوزها في الشوارع وكذلك الالتزام بالأوقات المحددة فهذا سبب لحوادث مميتة على الطرق وشهدت طرقنا حوادث بالمئات حيث لا ينتبه لها القائد مثل الاطارات وصيانة السيارة الدورية والسعة الاستيعابية للركاب بحيث يستطيع كل فرد في المركبة ربط حزام الامان. التركيز على التوعية وأضاف د. الوهاس ان الطواقم الطبية تعمل جاهدة على تدارك حالات الحوادث وهي متواجدة في اغلب المستشفيات ولكننا يجب ان نوعي افراد المجتمع بأن أرواحكم غالية ويجب الا ترخصوها لمجرد موعد او زيارة او غيره ف(ان تصل متأخرا خير من ألا تصل) فالوعي الاول والاخير نقدمه لقائدي المركبات اما المستشفى الجامعي بالخبر فهو يستقبل العديد من الحالات وهو مجهز بأحدث الاجهزة والطواقم الطبية حيث لدى المستشفى فريق طبي متكامل وبه نظام استجابة متكامل للحوادث من اطباء الطوارئ والجراحة وعمليات التخدير وبنك الدم والمختبرات الطبية والتمريض لتكون استجابة سريعة للحوادث وهناك كود في المستشفى عند وصول بلاغ بحصول حادث فيه علامات معينة تنبئ بأن هذه الاصابات جسيمة مما يستدعي تدخل فريق طبي كامل لتقليل خطر تفاقم الاصابة من نزيف او ضربة في الرأس في وقت قياسي. نظام رقابي وشدد الوهاس على ان يكون هناك نظام رقابي موحد للحد من ظاهرة الحوادث المرورية التي شكلت خطرا على المجتمع وتسببت في فقد شباب في عمر الزهور حيث يجب ان تتعاون كافة القطاعات ذات العلاقة بالرقابة المستمرة على قائدي المركبات وتوعيتهم في نقاط التفتيش والمجمعات التجارية وفي الاماكن السياحية في المنطقة الشرقية وخاصة لفئات الشباب . اما الاعمار التي تصلنا الى المستشفى من مصابي الحوادث فهم في عمر الشباب من عمر 18 الى 40 وهذه فئة عمرية مهمة لأنها التي تخدم المجتمع وتقوم عليه وهي الفئة الفعالة فيه من طلاب ومهندسين ولهم وضع خاص في خدمة الوطن. واضاف ان نسبة الحوادث منذ بداية العمل بنظام الرصد الآلي (ساهر) لم تنخفض الاصابات والوفيات ولكن انخفضت الحوادث ولابد ان يكون هناك نظام احصائي دقيق موحد على مستوى القطاعات المختلفة حيث لا نجد ترابطا في نظام الاحصاء بين كافة القطاعات ذات العلاقة بالحوادث ليسهل علينا ان نقيم مدى خطورة هذه الحوادث ونواتجها واسبابها بشكل دقيق. تضافر الجهود واكدت نورة العفالق بلجنة امهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات على اهمية تضافر الجهود بين القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع للتوعية والحد من انتشار الحوادث المميتة مستشهدة بالدور الذي تقوم به شركة ارامكو في توعية النشء من خلال البرامج ونشاطات السلامة المرورية بالإضافة الى دور وزارة التعليم في ايصال التوعية للطلاب والطالبات في الجامعات والمدارس ولكن الاهم من كل ذلك هو تكثيف الجهود لردع المستهترين في الشوارع والعمل على توقيع بالغ العقوبات عليهم ونحن في لجنة امهات وأهالي ضحايا حوادث السيارات عملنا على التوعية منذ 5 سنوات ونحن مستمرون وبحماس في نشر التوعية، كما ان ساهر خفض من نسب معينة من الحوادث واننا بحاجة الى تكثيف الدوريات المرورية على الطرق السريعة. برنامج تدريبي واضافت: اننا عملنا خلال الفترة الماضية على تقديم برنامج تدريبي للأمهات والطالبات في المدارس، حيث دربنا 360 معلمة ومرشدة طلابية ويقوم البرنامج على تدريب معلمتين او مرشدتين من كل مدرسة في المنطقة الشرقية حيث يقمن بتدريب كافة المعلمات المنسوبات للمدرسة اللاتي يقمن بتدريب الطالبات والامهات في مجالس الامهات على اولويات السلامة المرورية من حزام الامان ومقاعد الاطفال وكيف تكونين راكبة ايجابية وغيرها من البرامج الهادفة وتكون مجالات التوعية شاملة وتكون في سايتك ومراكز الحي وجامعة الدمام وشيراتون الدمام في ثلاثة ايام. التهور في القيادة وقالت الدكتورة دلال بوبشيت رئيسة قسم جراحة العظام في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ان المشكلة الاساسية في كثرة الحوادث هي التهور في القيادة والذي يختلف عن السرعة وان قانون التهور في القيادة لا يطبق بشكل رسمي ولا يوجد احساس من المجتمع بخطورة الحوادث المرورية والسرعة حيث ان الكثير يتجنب ويعارض نظام ساهر الذي يشكل حماية لقائد المركبة من السرعة ولكن الامر اصبح تفاخرا بين الشباب في مقدار الاموال التي تدفع لسداد المخالفات المرورية، ونحتاج الى قوانين اشد للحد من حوادث السيارات، مشيرة الى انه يجب ان تكون هناك آليات جديده في استخدام ساهر من خلال التطبيق وتغيير اماكنه بشكل مستمر ليكون اكثر ردعا للمتهورين في رصدهم، ملقية اللوم على قائد المركبة لأنه هو السبب الرئيسي في ارتفاع نسب الحوادث لعدم تقيده بالأنظمة واللوائح المتبعة في قيادة المركبة واغلب الحوادث من 15 الى 30 وهذا هو سن التهور اما من جانب مسببات الحوادث فتعود للطرق غير المسفلتة والتحويلات والحفر ومنها السرعة بسبب الاستعجال والحل هو التوعية بهذه المشكلة ووجود الطرق الآمنة من ناحية تخطيط ورصف وتوجيه. الإصابات في الاجازات وقال مدير مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور خالد بن مطر العتيبي إن المستشفى يغطي مساحة كبيرة من الخبر والظهران والعزيزية إضافة الى النعيرية وحفر الباطن والخفجي وترتفع الاصابات في الاجازات الى 50 بالمائة وهذه تعد زيادة كبيرة جدا حيث تكتظ المستشفيات بالمراجعين وحتى غرف العناية نسبة اشغالها 100 بالمائة وقسم الطوارئ ممتلئ، وهناك تعاون بين القطاعات الصحية مثل الهلال الاحمر ومركز الطوارئ في المنطقة الشرقية في عملية تحويل المرضى بين المستشفيات وان نسبة وقوع الحوادث متعددة ان كانت من حوادث المرور او الدبابات او من عدم الالتزام بالأمن والسلامة وهذا يقع على عاتق المواطن حيث ان المشكلة الاولى عدم المام المواطن او اتباعه لمبادئ السلامة ان كان من ربط حزام الامان او اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية كاستخدام الدبابات العشوائية والسرعة الجنونية التي تكون نتائجها وخيمة من كسور او ضربات في الرأس او ارتجاج في المخ او نزيف. موضحا ان عدم المراقبة على الابناء والمتابعة يؤدي الى حدوث هذه النوعيات من الحوادث مما ادى الى اكتظاظ المستشفيات في فترات مختلفة خاصة في اوقات الاجازات الرسمية حيث يكون هناك اعداد كبيرة جدا من الوافدين من المناطق الاخرى مثل الرياض او جدة وللأسف فإننا وجدنا نسبة الحوادث تقع في هذه الفترة. واضاف ان معظم الحوادث الكبيرة تحدث على الطرق السريعة وسببها السرعة الجنونية وعدم ربط حزام الامان مما يؤدي الى كسور او قذف من السيارة يتسبب في ارتجاج في المخ واصابات عده في الجسم، وان اتباع قائد المركبة تعليمات ووسائل السلامة يقلل بإذن الله من خطورة الاصابة 80 بالمائة ، مشيرا الى ان تحويلات الطرق مهما كانت ليست مسببة لوقوع الحوادث، واقترح د. العتيبي للحد من كثرة الحوادث ان تفرض عقوبات صارمة اكثر من الموجودة حاليا لتصل الى حجز المركبة والسجن ورفع الغرامات المالية وسحب الرخصة ورفع سعر التأمين على الشخص المخالف. يجب البحث عن حلول لخفض معدلات الحوادث خسائر مادية وبشرية بسبب ظاهرة الحوادث المرورية المختصون يستبعدون تأثيرات الطرق المباشرة على الحوادث