تنويع الاستثمارات عملية استراتيجية في كل الاقتصاديات الوطنية، ومن واقع برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 فإن هناك مجالات يمكن أن تدخل الدورة الاقتصادية ورفع معدلات الاستثمار فيها باعتبارها مجالات واعدة بدءا من الصناعات التحويلية وانتهاء بالخفيفة التي يمكن أن تستوعب مزيدا من المنتجات الاستهلاكية في السوق المحلي الضخم. أحد أهم وأبرز الاستثمارات التي يمكن تطويرها السوق الإلكترونية بكل تنوعها، إذ توجد فرص لتوطين هذا المجال من واقع المعرفة الواسعة للشباب بخبايا هذه المنتجات، كما أن لدينا ابتكارات متعددة وعباقرة صغارا نبغوا في المجالات العلمية ذات الصلة بالتقنية وهم موارد بشرية مؤهلة لتوطين الانتاج والتصنيع في المجال التقني، وبالنسبة للواقع الاستهلاكي فنحن المجتمع الأضخم عالميا في استخدام الإلكترونيات التي يتم عبرها بث المواقع والشبكات التي يتواصل بها الناس، كما أن الدولة باتجاهها لتعزيز الحكومة الإلكترونية التي تعني بالتأكيد انتشار التعاملات الإلكترونية اجتماعيا أي أن استهلاك الإلكترونيات في ازدياد مع قدرات شرائية مناسبة. كثير من منتجات التقنية الحديثة يمكن توطينها وتقديمها للسوق المحلي الواسع والاتجاه بها الى دول الجوار بكامل الجودة الانتاجية التي تجعلها تنافس المنتجات العالمية الأخرى، لكننا بحاجة الى الاستثمار الفعلي في هذا المجال بحيث يمكن أن يقود شباب وشابات الوطن الموهوبين والقادرين الذين يمتلكون العلم والموهبة لتطويره والنهوض به، مع فتح مسارات التدريب والدراسات الجامعية حتى تتم مواكبة سوق العمل بمخرجات مؤهلة ولديها الطموح والاستعداد لخوض تجربة مضمونة النجاح بإذن الله. العملية الاقتصادية ترتكز الى منتج وسوق استهلاكي، وهذه تتوافر لدينا، لكننا بحاجة الى مزيد من التوطين الاستراتيجي، ومجال الإلكترونيات أحد المجالات التي يمكن أن تقدم وتضيف الكثير لاقتصادنا الوطني الذي يطمح الى التنوع والانتاج وتوفير فرص جديدة ومتجددة يمكن لأبناء الوطن أن يقدموا عبرها الكثير الذي يتوافق مع طموحاتهم وقدراتهم وإمكانياتهم، ونأمل أن يجد ذلك دراسة ومراجعة من الجهات المعنية في القطاعات الحكومية والجامعات والمعاهد الفنية والتقنية ومراكز الأبحاث في الشركات الكبيرة حتى يتم تحقيق توازن في المخرجات العملية وتشجيع الموهوبين والمهتمين بالتقنية لإبراز قدراتهم ومواهبهم، فهذا أحد أكثر المجالات التي يمكن توطينها بسهولة ومرونة إذ وجدت المسارات التي تستوعب الشباب وتطلعاتهم وتوظيف قدراتهم بمنهجية علمية وعملية، لأننا في الحقيقة أمام فرصة استثمارية مثالية تقنيا ويجب اغتنامها بما يجعلها إضافة حقيقية لاستراتيجيات التوطين وتنويع مصادر الدخل والنهضة التي نطمح اليها جميعا.