صدر كتاب جديد للمؤلف محمد مهاوش الظفيري حمل اسم «صورة الرجل في شعر المرأة.. قراءات تحليلية في تجارب عدد من الشاعرات الشعبيات» عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي. وقد حاول المؤلف الوقوف على زاوية العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، وحمل الفصل الأول عنوان «شعر المرأة بين الاكتشاف والتجلّي» تطرق فيه للشاعرة السعودية حصة هلال المليحان «ريمية» وجانب التوحد الانفرادي في شعرها، ثم تناول كل من الشاعرات أنغام الخلود وهجير وأصيلة السهيلي. أما الفصل الثاني فجاء بعنوان «صورة الرجل في شعر المرأة» إذ ابتعد عن الجوانب الفيزيائية في هيئة الرجل وملامح وجهه. وتطرّق لمفتاح كل شاعرة حول علاقتها الذاتية بالرجل. وقدّم دراسة لعدد من قصائد الشاعرات: سكون، استقلال الزامل، العنود بنت ناصر، بلقيس، الهنوف بنت خالد، وشمس نجد. وذكر المؤلف أنّ المرأة تحوّلت من موضوع أدبي للشعر يتداوله الشعراء في كافة الأغراض الشعرية، إلى ذات تشارك في صياغة المشروع الأدبي، حيث ظهرت شاعرات وأديبات في العصر الحديث لهن الباع الطويل في هذا المجال، كما أن الشعر أصبح مصدرا من مصادر المعرفة الإنسانية ومنبعا من منابع الفكر لديها. وعمل المؤلف على تجنب الفهم التسطيحي للشعر من خلال الشرح المباشر، حيث كثف اهتمامه على المفردة اللغوية أو الصورة الشعرية لدى الشاعرات. ورأى أنّ نصوص النساء الشعرية خالية من الغموض، وأنه كلما كانت لغة الشاعر فريدة، كان التعامل مع الغموض أكثر رقيّا، فالشعر ليس مسلمات عقلية جاهزة كالحكم والأمثال والنصائح وكتابة رسائل التعزية، بل هو انفتاح على الفضاء الروحي للإنسان والتغلغل في الأعماق، وليس أن يكون لكل شاعر جمهوره الذي ينتظره. وخلص المؤلف إلى أن المرأة بسيطة في عواطفها بشكل عام، ولم تتمكن من التغلغل في أدق تفاصيل الحب، فهي لا تريد من الرجل إلا الرجل نفسه، عكس الرجل الشاعر الذي لديه القدرة على احتوائها وتجاوزها في شعره، عن طريق الإسقاطات الخارجية التي يقوم الشاعر بتوظيفها في نصوصه الشعرية بشكل مدروس ومحكم. وكان قد صدر للظفيري مؤلفات منها: إضاءات على قصائد شعبية، الشعر رجل والقصيدة امرأة (مقالات ورؤى في الشعر الشعبي)، غناء العابرين (مسرحية شعرية)، ثورة القصيدة الشعبية (دراسة في الجوانب الفنية للشعر الشعبي الحديث).