أجمع 16 قطاعا حكوميا على أهمية توحيد جهودها في التصدي لمخاطر الدبابات النارية على مستوى المنطقة الشرقية، والحد من الإصابات الناتجة عنها التي تعاني منها المنطقة سنويا مثل قطع وبتر لأطراف قائدي هذه الدبابات خاصة الأطفال منهم. جاء ذلك في الاجتماع الذي عقد صباح الثلاثاء الماضي في جامعة الدمام بحضور حرم سمو أمير المنطقة الشرقية الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي، التي أكدت على أهمية تفعيل مبادرة التصدي لمخاطر الدبابات العشوائية التي تشكل خطرا على مرتادي ميادين الدبابات غير المرخصة التي لا تستخدم وسائل السلامة وينتج عنها أخطار جسيمة على الأرواح والأعضاء. وأكدت سموها في الاجتماع الذي حضره مديرو وممثلو 16 قطاعا حكوميا على أهمية توحيد الجهود والعمل على التصدي لمخاطرها، وضرورة توزيع المهام عاجلا بين الجهات والعمل على معاقبة كل من يخالف الأنظمة واللوائح التي وضعتها الدولة حفظها الله. من جانبه قال وكيل جامعة الدمام للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالله القاضي أن الاجتماع يعد الاجتماع التحضيري الأول لمبادرة (التصدي لمخاطر الدبابات النارية) الذي حرصت إدارة الجامعة على إطلاقها بالتعاون مع القطاعات الحكومية، مؤكدا أن هذه المبادرة مشروع وطني الهدف منه حماية الأرواح والعمل بمنظومة موحدة بين القطاعات. وسيتم الخروج بعدد من التوصيات سوف تعرض على صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية منها العمل على إعداد خطة عمل متوازنة بمشاركة كافة القطاعات ذات العلاقة، مضيفا ان عناصر الأنشطة الترفيهية هي النظم والتشريعات، والسلامة، والأمن، والعدل. من جانبها أوضحت عميدة عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة الدكتورة نجاح بنت مقبل القرعاوي، أن الهدف من الاجتماع هو جمع اصحاب القرار والمسؤولين عن هذه الظاهرة في مكان واحد للتباحث حول أفضل السبل وأسرعها للتصدي لمخاطرها، حيث سيتعاون عدد من القطاعات الحكومية مثل مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية وأمانة المنطقة والدفاع المدني ومرور الخبر والظهران والهلال الأحمر وبلديتي الخبر والظهران وهيئة السياحة والآثار ولجنة السلامة المرورية وشركة أرامكو السعودية مع الجامعة في معالجة هذه المشكلة والوقوف على الأسباب الداعية لها، والعمل على إزالة الدبابات العشوائية وإيجاد حل ترفيهي مستدام. وأضافت الدكتورة القرعاوي أن مبادرة التصدي لمخاطر الدبابات النارية أطلقت وسما على تويتر (معا ضد الدبابات العشوائية) آملين أن يكون هناك تفاعل بين أفراد المجتمع للعمل على التوعية وتبليغ الجهات المختصة للحد من ظاهرة الدبابات العشوائية ومحاسبة كل من يخالف الأنظمة. من جانبها قالت الدكتورة دلال بوبشيت رئيسة قسم جراحة العظام: إنه من خلال العديد من الإحصائيات التي شكلت نسبا عالية خلفتها القيادة المتهورة والخاطئة للدبابات النارية رأينا بالتعاون مع عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة أن تكون هناك مبادرة نقوم من خلالها بالتصدي والتوعية بمخاطر هذه الدبابات ووضع أطر وآليات لاستخدامها من كافة النواحي سواء المكانية أو الزمانية، لا سيما مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية التي تتزايد فيها الإقبال على ممارسة هذه الهواية وتتزايد تبعا لهذا نسب الإصابات، حيث وصل الى مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ما يقارب 1000 حالة خلال العام الميلادي الماضي. كما أن نسبة الوفيات لحوادث الدبابات النارية مقارنة بحوادث السيارات بلغت 60%، حيث كان أغلب الإصابات الواردة للمستشفى لزوار المنطقة الشرقية من مدينتي جدة والرياض. وأكدت الدكتورة بوبشيت أن إصابات الدبابات النارية تكلف الدولة موارد مالية هائلة، حيث يحتاج المصاب من هذه الحوادث إلى 3 أو 4 عمليات وتكلف هذه العمليات ما يقارب 30 ألف ريال لعلاج كل طفل، ما يؤكد على أهمية الحد من خطورة هذه الدبابات باتباع قواعد السلامة العامة التي ستحفظ أفراد المجتمع من مخاطرها. كما اقترحت وكيلة العمادة لشؤون الشراكة المجتمعية د. خلود الغامدي أهمية وجود تطبيق إلكتروني يتم من خلاله التبليغ عن المخالفات سواء من قبل المستخدم أو المستثمر. وأكد الدكتور سعد العمري عميد الاتصالات وتقنية المعلومات بالجامعة على أهمية استخدام التقنية الإلكترونية واستعداد العمادة للمساهمة في هذا المجال لرفع مستوى التوعية لدى مختلف الجهات المستفيدة. من جانبه ذكر رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا أنه يوجد الآن 48 موقعا استثماريا في شاطئ نصف القمر، وتم استثمار 20 منها، والعمل قائم على معاقبة المخالفين للقضاء على هذه الظاهرة ومصادرة الدبابات، منوها إلى حجز 150 دبابا ومصادرة 900 أخرى خلال ال 3 السنوات الماضية والحل الجذري للظاهرة هو التوقف المباشر للدبابات العشوائية. كما أشار مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور صالح السلوك الى استعداد المديرية العامة للشؤون الصحية لتدريب المشغلين لهذه الدبابات بالتعاون مع جامعة الدمام والمستشفى الجامعي بالخبر على الاسعافات الأولية والانعاش القلبي الرئوي وغيرها من الاسعافات . واختتم الاجتماع بالتوصية بتنظيم جامعة الدمام لورشة عمل الأسبوع المقبل تشارك فيه الجهات المعنية بالمبادرة بهدف الخروج بخطة عمل واضحة للمشروع الوطني للتصدي لمخاطر الدبابات العشوائية.