ولو أن الكلام عن المساجد وأئمتها وموذنيها ذو شجون، ولكن أعود لأكتب ونحن على أبواب الشهر الكريم وكلي ثقة وأمل فى تقبل فضيلة مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان لكل وجهة نظر وتقبلها بكل أريحية وحل أو محاولة حل كل ما من شأنه أن يكدر روحانية هذا الشهر الكريم ويزعج عاكفيه وقائميه، ومعروف عنه وقوفه شخصياً لما يرد لإدارته من ملاحظات فى مناطق الشرقية المترامية، قبل كل رمضان وفى كل عام تأتي التعليمات الدائمة «والكليشة الموسمية» للأئمة المساجد والقائمين عليها بعدم تشغيل مكبرات الصوت خارج المسجد خاصة لصلاة التراويح والقيام والاكتفاء بالسماعات الداخلية، وهذا شيء منطقي وواقعي فمن هُم خارج المساجد لا يستفيدون من سماع القراءة بسبب تداخل الأصوات واختلاطها بدوي المكيفات وأبواق السيارات خاصة فى الأحياء المغلقة والمساجد المتقاربة، مما يسبب عدم وضوح للحرف والآية والكلمة وبهذا تفقد القراءة الأمر العظيم بالاستماع والانصات والتدبر. يليها فتح المساجد والجوامع للاعتكاف طيلة الشهر.. والملاحظ كل عام ببعض المساجد هو الإغلاق بداية النهار، ولعلها تفتقد التجهيزات المعدة للاعتكاف إما لسوء التكييف أو لعدم وجود خلوة بها او عدم تفرغ الامام والمؤذن، هُنا يأتي دور فروع مكاتب الوزارة فى كل مكان لمتابعة ذلك وعدم الاكتفاء بنسخ صورة التعيميم للاعوام الماضية وإرسالها للصحف تحقيقا لمقولة «اللهم إني قد بلغت». نأتي لما هو أهم وأجدى أن يتم البت فيه ففى المنطقة الشرقية خاصة وبعض المناطق يأتي رمضان فى «مربعانية القيظ» لتلامس درجة الحرارة الخمسين نهاراً وقد تتجاوزها وقت الظهيرة، وفي يوم الجمعة تشفق على المصلين وقد افترشوا الطرقات يتقون لهيب الصيف بالكراتين وفى ظلال السيارات والشجيرات وبعضهم كبار السن وأطفال ليس من الطبيعي أن نشجعهم على الصلاة تحت لهيب الشمس وفوق صفيح ساخن، مشاهد نراها وترونها وسمع عنها فضيلة الشيخ اللحيدان، مناظر مؤلمة وخاصة فى الأحياء الشعبية البسيطة المكتظة بالسكان، كيف ذلك؟ ونحن لا نرى سوقا أو مطعما أو كافيه قد استقبل ضيوفه خارج محلاتهم، وجوامعنا تعجز عن استيعاب ضيوف بيوت الله، والحل بسيط وغير مكلف ولا يحتاج الى دراسات وتصويت وصرف فقط جولة على الجوامع المكتظة بالمصلين وفتح مساجد الفروض لاستيعاب من هُم خارج جوامع الجمع وكل إمام مسجد لا أعتقد أنه غير قادر على اعداد خطبة وبناء منبر من خشب والصلاة بالمصلين، أعتقد أن الحل أسهل من المشكلة ولو عُمل بها خلال شهر رمضان المبارك أو فصل الصيف فقط. ثم نأتي الى وقت الانتظار بين المغرب والعشاء وهو الوقت الذي حددته الوزارة بساعتين وهى مساحة معقولة للافطار والاستعداد الى صلاة القيام والراحة، وكان من المفترض الالزام بذلك ومتابعة مؤذني المساجد للتقيد بالوقت، فغالبية المساجد تستعجل صلاة العشاء بحجة أنهم فى الأسواق وتأخرهم قد يكبد المحلات نقصا بالدخل أو يتفق بعض جماعة المسجد ومخالفة آخرين مما يضطر بعض المصلين للبحث عن المساجد المتأخرة وبعض آخر للمساجد المتقدمة وهذا فيه مشقة على الجميع. أخيراً نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والامان وألا يجعلنا وإياكم ممن ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. والله المستعان.