تستمر موجات الغبار في الساحل الشرقي للسعودية ودول الخليج العربي، ممتدة إلى أجزاء من الوسطى خلال 72 ساعة - بإذن الله، مؤثرة منذ أمس في كسر حدة ارتفاع درجات الحرارة، حيث انخفضت إلى منتصف وأواخر الثلاثينات نهارا، في منطقتي الرياض والشرقية ومدن القصيم، وتبدأ الرياح في الانحسار تدريجيا اعتبارا من الاثنين المقبل، فيما تنشط شمالية غربية اليوم وغداً، بسرعات عالية جدا، تبلغ ما بين 40 و50 كيلومترا في الساعة، مسببة عواصف رملية متفاوتة الشدة بين المواقع، تؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية أحيانا، وبخاصة على الطرق الصحراوية والأماكن المكشوفة، ويزداد نشاطها في البحر، إلى مستوى الخطر في الخليج العربي، نتيجة ارتفاع الأمواج إلى حوالي ثلاثة أمتار، مع دورها في التخفيف من نسبة الرطوبة على السواحل، الذي بدا ملموسا في الإحساس ببعض الاعتدال النسبي في مستوى الحرارة، وخلال فترة معاودة هدوء الرياح عند منتصف الأسبوع، تتغير في الاتجاهات، الذي ينعكس على حالة الطقس بشكل عام، وذلك في معاودة ارتفاع الحرارة مجددا إلى القيم الصيفية، متوقعا أن تكون في بداية ومنتصف الأربعينات المئوية على فترات متقاربة، تمتد 10 أيام. وطبقا للمختصين في متابعة الطقس، فإن السبب في الاضطرابات الجوية السائدة حاليا، يرجع إلى اندفاع كتلة هوائية شبه باردة، من البحر الأبيض المتوسط نحو بلاد الشام، وأجزاء من شمال غرب السعودية، كان من شأنها تكوين منطقة من الضغط الجوي المرتفع، فيما تداخلت مؤثرات حركة منخفض الهند الموسمي، من جهة شرق الخليج في نفس الوقت، مؤديا إلى نشاط الرياح المثيرة للغباربكثافة ملحوظة، الذي يعد طبيعيا في حال اختلاف قيم الضغط، عند تلاقي كتل هوائية مختلفة الخصائص بين المرتفعات والمنخفضات الجوية، وفي توقعات اليومين القادمين، يكون الطقس حاراً وجافاً، على مناطق واسعة عدا المرتفعات الجبلية، كما تتوافر احتمالات هطول بعض الأمطار المتفرقة اليوم بمشيئة الله، على الأطراف الجنوبية الغربية للمملكة، مع نشاط الرياح المثيرة للغبار بشكل محدود، أثناء تطور السحب الركامية، وتكون الأجواء مستقرا في الأجزاء الشمالية مع بعض الانخفاض في درجات الحرارة التي تتوافق مع المعدلات السنوية في مثل هذا الوقت من العام. من جهته قال الباحث المختص بالمناخ والفلك، سلمان آل رمضان: إن اليوم يوافق الدر 280 في (العشرة الثامنة بعد المائتين من سنة سهيل)، وفيه احتمال هبوب الرياح الشمالية (البوارح)، وما يعرف ب(بارح المشمش)، وفي هذه الفترة تغيب نجوم الثريا، فتسمى ب(الكنة)، متبوعة بمربعانية القيظ (الصيف)، حسب المواقيت في النظم المناخية، التي لاحظها سكان شبه الجزيرة العربية قديما، فكان تقسيم الأنواء والمواسم بحسابات ترتبط بالطوالع، في حين لا علاقة نهائيا بالنجوم في متغيرات الأحوال الطقسية، وإنما علامات للاهتداء في البر والبحر ومعيشة الحياة، وفقا للمتاح آنذاك، من التعامل بهذه المحددات في خارطة زمنية للمواسم، باعتبارها مؤشرا على ما يتكرر بإذن الله، وبالتالي الأخذ بها على نحوٍ تقريبي في التوقعات، ثم امتد النسق لهذا التراث المعرفي حتى وقتنا الحاضر، في بعض الملامح واحتمال مصادفة تلك التوافقات في بعض الفترات، في المسميات على وجه الخصوص. و(البوارح) وهي الرياح الشمالية الغربية المثيرة للغبار، والتي تنشط من الصباح حتى المساء، وتهدأ ليلا مع ترسب الغبار في الأعلى، وتنشط عادةً من أواخر ابريل حتى منتصف يوليو، لكن نشاطها الحقيقي يبدأ في الثلث الأخير من مايو وتشتد في يونيو، ولكن هذا لا يعني تكرر تلك الحالات في موعدها تماما، لأن التفسير العلمي لذلك، هو وجود فوارق في قيم الضغط هذه الأيام، بين شمال شبه الجزيرة العربية وجنوبها، حيث كان هناك مرتفع جوي وكتلة هوائية حارة، مع وجود تأثير منخفض الهند الموسمي الذي يقترب من سواحل الخليج وهو سبب الرطوبة فيها لاحقا، ويخلص آل رمضان الى القول: إن الرياح المسببة للغبار متوقع بإذن الله أن تستمر نشطة إلى بداية الأسبوع المقبل، كما تكون درجات الحرارة اليوم في منتصف وأواخر الثلاثينات نهارا في معظم المناطق، ترتفع تدريجيا في اليومين القادمين، والأمطار قد تتمركز جنوبا ولا يمنع من احتمال امتدادها إلى مرتفعات منطقة مكةالمكرمة إن شاء الله، ويعتمد ذلك على مدى توافر المسببات، وننصح بعدم التعرض لأشعة الشمس وشرب السوائل، كما يكون حتى الليل مزعجا في هذه الفترة متوافقا مع منتصف شهر شعبان.